الثاني: العنصر الخارجي، و هو ابراز ذلك القران
الاعتباري بالقران الخارجي بقوله: سميت المولود الفلاني زيدا مثلا و هكذا، مؤكدا
على ذلك و ملتزما بأنه لا يريد بذلك إلا اعطاء صفة الدلالة للفظ، فإذا صنع ذلك تحقق
الوضع، فيتصف اللفظ حينئذ بصفة الدلالة و السببية.
إلى
هنا قد استطعنا أن نخرج بالنتائح التالية:
الاولى:
أن المسائل الاصولية جميعا تشترك في نقطة واحدة، و هي وقوعها في طريق عملية
الإستنباط، و تختلف في نقطة اخرى، و هي نوع الدليلية على الأنحاء التالية:
الأول:
الدليل العقلي، و يندرج فيه كل دليل عقلي برهاني يمكن وقوعه في طريق عملية
الإستنباط، بلا فرق بين العقلي المستقل و العقلي غير المستقل، نعم فرق بينهما من
ناحية اخرى، و هي أن العقلي المستقل و إن كان من المسائل الاصولية كبرويا، إلا أنه
لا طريق لنا إلى احراز صغراه في الفقه، فمن أجل ذلك يكون عديم الفائدة، و أما
العقلي غير المستقل، فقد مر أنه ليس من المسائل الاصولية، بل من مبادئها القريبة.
الثاني:
الحجج و الأمارات، و يندرج فيها كل دليل ثبتت حجيته شرعا على أساس الطريقية و
الكاشفية النوعية.
الثالث:
الدليل الإستقرائي، كالإجماع المحصل و التواتر و السيرة، و قد تقدم أن حجية هذه
المجموعة مبنية على أساس إتصالها بزمن المعصومين عليهم السّلام، و وصولها إلينا
يدا بيد و طبقة بعد طبقة، و حينئذ فإن كان وصولها من طريق معتبر كانت حجة شرعا، و
تكون من المسائل الاصولية، و لكنها حينئذ تدخل في المجموعة الثانية، و ليست مجموعة
اخرى في مقابلها، و إن كان وصولها من طريق متواتر