اختلفت كلمات المحققين حول قاعدة الفراغ و التجاوز، و انهما هل
ترجعان الى قاعدة واحدة أو قاعدتين؟ و قد ذهب مشهور المتأخرين الى التعدد و انّ
قاعدة الفراغ تعبد بصحة المركب المفروغ عن وجوده، بينما قاعدة التجاوز تعبد بوجود
الجزء المشكوك في وجوده بعد تجاوز محله مستندين في ذلك الى نكات بعضها ثبوتية و
بعضها الآخر اثباتية.
[المحاولات المذكورة للتوحيد بين القاعدتين]
و في قبال ذلك توجد محاولات ثلاث للتوحيد بين القاعدتين:
احداها- ما صنعه الشيخ الاعظم (قدّس سرّه) من ارجاعهما الى قاعدة
واحدة جامعة بين القاعدتين مفادها التعبد بوجود المركب الصحيح خارجا سواء كان الشك
في صحة المركب الموجود أم في وجود جزئه.
الثانية- ما صنعه الميرزا (قدّس سرّه) من انّ المجعول انما هو قاعدة
الفراغ فقط، و امّا التجاوز فهو توسعة موضوعية بحسب الحقيقة لقاعدة الفراغ في خصوص
باب الصلاة بافتراض كل جزء من اجزائها كالمركب التام.
الثالثة- ما ذهب إليه جملة من الاعلام من رجوع قاعدة الفراغ الى
قاعدة التجاوز.