اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 9 صفحة : 392
عليه الآية في شأن المسجد ـ.
قال : فوجه
رسول الله صلىاللهعليهوآله عند قدومه من تبوك ـ عاصم بن عوف العجلاني ومالك بن
الدخشم ـ وكان مالك من بني عمرو بن عوف فقال لهما : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم
أهله فأهدماه وحرقاه ، وروي أنه بعث عمار بن ياسر ووحشيا فحرقاه ، وأمر بأن يتخذ
كناسة يلقى فيها الجيف.
أقول : وفي
رواية القمي : أنه صلىاللهعليهوآله بعث لذلك مالك بن دخشم الخزاعي ـ وعامر بن عدي أخا بني
عمرو بن عوف ـ فجاء مالك وقال لعامر : انتظرني حتى أخرج نارا من منزلي ، فدخل وجاء
بنار وأشعل في سعف النخل ـ ثم أشعله في المسجد فتفرقوا ، وقعد زيد بن حارثة حتى
احترقت البنية ـ ثم أمر بهدم حائطه.
والقصة مروية
بطرق كثيرة من طرق أهل السنة ، والروايات متقاربة إلا أن في أسامي من بعثه النبي صلىاللهعليهوآله اختلافا.
وفي الدر
المنثور ، أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال : كان الذين بنوا مسجد
الضرار اثني عشر رجلا : خذام بن خالد بن عبيد بن زيد ، وثعلبة بن حاطب وهلال بن
أمية ، ومعتب بن قشير ، وأبو حبيبة بن الأزعر ، وعباد بن حنيف ، وجارية بن عامر
وابناه مجمع وزيد ، ونبتل بن الحارث ، وبخدج بن عثمان [١] ووديعة بن
ثابت.
وفي المجمع ، :
في قوله : «
وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ » قال : هو أبو عامر الراهب ، قال وكان من قصته أنه كان قد
ترهب في الجاهلية ـ ولبس المسوح فلما قدم النبي صلىاللهعليهوآله المدينة حسده ، وحزب عليه الأحزاب ـ ثم هرب بعد فتح مكة
إلى الطائف ـ فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام ، وخرج إلى الروم وتنصر وهو أبو
حنظلة غسيل الملائكة ـ الذي قتل مع النبي صلىاللهعليهوآله يوم أحد ـ وكان جنبا فغسلته الملائكة ـ.
وسمى رسول الله
صلىاللهعليهوآله أبا عامر الفاسق ، وكان قد أرسل إلى المنافق أن استعدوا
وابنوا مسجدا ـ فإني أذهب إلى قيصر وآتي من عنده بجنود ، وأخرج محمدا من المدينة ـ
فكان هؤلاء المنافقون يتوقعون أن يجيئهم أبو عامر ـ فمات قبل أن يبلغ ملك الروم.