61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ- وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ مُخَاطَبَةٌ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِينَ وَعَدُوهُ أَنْ يَنْصُرُوهُ- وَ لَا يُخَالِفُوا أَمْرَهُ وَ لَا يَنْقُضُوا عَهْدَهُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع، فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ لَا يُوفُونَ بِمَا يَقُولُونَ- فَقَالَ: لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ- كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ الْآيَةَ، وَ قَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِينَ بِإِقْرَارِهِمْ وَ إِنْ لَمْ يَصْدُقُوا- ثُمَّ ذَكَرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ جَاهَدُوا- وَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا- كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ قَالَ: يَصْطَفُّونَ كَالْبُنْيَانِ الَّذِي لَا يَزُولُ- قَوْلُهُ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أيْ شَكَّكَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ- ثُمَّ حَكَى قَوْلَ عِيسَى ع لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ
قَالَ وَ سَأَلَ بَعْضُ الْيَهُودِ رَسُولَ اللَّهِ ص لِمَ سُمِّيتَ مُحَمَّداً وَ أَحْمَدَ وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً قَالَ: أَمَّا مُحَمَّدٌ فَإِنِّي فِي الْأَرْضِ مَحْمُودٌ- وَ أَمَّا أَحْمَدُ فَإِنِّي فِي السَّمَاءِ أَحْمَدُ مِنْهُ، وَ أَمَّا الْبَشِيرُ فَأُبَشِّرُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ بِالْجَنَّةِ وَ أَمَّا النَّذِيرُ فَأُنْذِرُ مَنْ عَصَى اللَّهَ بِالنَّارِ
وَ قَوْلُهُ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ- وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ قَالَ بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع حَتَّى إِذَا خَرَجَ- يُظْهِرُهُ اللَّهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ حَتَّى لَا يُعْبَدَ غَيْرُ اللَّهِ
وَ هُوَ قَوْلُهُ «يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً
» وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي قَوْلِهِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ فَقَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ مَا هِيَ لَبَذَلْنَا فِيهَا الْأَمْوَالَ وَ الْأَنْفُسَ وَ الْأَوْلَادَ- فَقَالَ اللَّهُ: تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ