responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 36

أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة و أصبح الغني‌ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى‌ ما أَنْفَقَ فِيها- وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‌ عُرُوشِها- وَ يَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً- وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ- وَ ما كانَ مُنْتَصِراً فهذه عقوبة البغي‌

و قوله: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا- كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ إلى قوله‌ وَ خَيْرٌ أَمَلًا

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‌ أَيُّهَا النَّاسُ آمروا [اومُرُوا] بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ- لَمْ يُقَرِّبَا أَجَلًا وَ لَمْ يُبَاعِدَا رِزْقاً- فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ- كَقَطْرِ الْمَطَرِ فِي كُلِّ يَوْمٍ إِلَى كُلِّ نَفْسٍ- بِمَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ- فِي أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ- وَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فِي مَالٍ أَوْ نَفْسٍ- وَ رَأَى عِنْدَ أَخِيهِ عَفْوَةً[1]. فَلَا يَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً- فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ- وَ يَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ- وَ يُغْرَى بِهَا لِئَامُ النَّاسِ كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ- الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزٍ مِنْ قِدَاحِهِ- يُوجِبُ لَهُ بِهَا الْمَغْنَمَ- وَ يُدْفَعُ عَنْهُ الْمَغْرَمُ- كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِي‌ءُ مِنَ الْخِيَانَةِ وَ الْكَذِبِ- يَنْتَظِرُ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِمَّا دَاعِياً مِنَ اللَّهِ- فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ- وَ إِمَّا رِزْقاً مِنَ اللَّهِ فَهُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ- وَ مَعَهُ دِينُهُ وَ حَسَبُهُ وَ الْمَالُ وَ الْبَنُونَ وَ هُوَ حَرْثُ الدُّنْيَا وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الْآخِرَةِ- وَ قَدْ يَجْمَعُهُمَا اللَّهُ لِأَقْوَامٍ.

و قوله: وَ يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَ تَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً- وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً

فَإِنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ‌ وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً فَقَالَ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيهَا قُلْتُ يَقُولُونَ إِنَّهَا فِي الْقِيَامَةِ- فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَحْشُرُ اللَّهُ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَ يَذَرُ الْبَاقِينَ إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الرَّجْعَةِ فَأَمَّا آيَةُ الْقِيَامَةِ- فَهَذِهِ «وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً- وَ عُرِضُوا عَلى‌ رَبِّكَ صَفًّا إِلَى قَوْلِهِ‌ مَوْعِداً»


[1]. عَفْوَةُ الشَّيْ‌ءِ صَفْوَتُهُ مجمع

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست