و قال علي بن إبراهيم في
قوله وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ- فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ
فَلْيَكْفُرْ- إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها
يَشْوِي الْوُجُوهَ
بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً ثم ذكر ما أعد الله للمؤمنين فقال: إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إلى قوله وَ حَسُنَتْ
مُرْتَفَقاً و قوله وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ- جَعَلْنا
لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ- وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنا
بَيْنَهُما زَرْعاً قال: نزلت في رجل كان له بستانان- كبيران عظيمان كثيرا
الثمار- كما حكى الله عز و جل و فيهما نخل و زرع- و كان له جار فقير فافتخر الغني
على ذلك الفقير- و قال له أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ
نَفَراً وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ أي بستانه- و قال ما أَظُنُّ أَنْ
تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً- وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً- وَ لَئِنْ رُدِدْتُ
إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً فقال له الفقير: أَ كَفَرْتَ
بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ- ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا-
لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ثم قال الفقير
للغني: وَ لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ- لا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً ثم قال الفقير فَعَسى
رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ- وَ يُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً
مِنَ السَّماءِ- فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أي محترقا