ثم قال: كَبُرَ عَلَى
الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من أمر ولاية علي ع اللَّهُ
يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ كناية عن علي ع وَ يَهْدِي إِلَيْهِ
مَنْ يُنِيبُ ثم قال: فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما
أُمِرْتَ يعني إلى أمير المؤمنين ع وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ فيه وَ قُلْ
آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ- وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ
اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ إلى قوله وَ إِلَيْهِ
الْمَصِيرُ
ثم قال عز و جل الَّذِينَ
يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ أي يحتجون على الله بعد ما شاء الله- أن يبعث
إليهم الرسل و الكتب- فبعث الله إليهم الرسل و الكتب- فغيروا و بدلوا ثم يحتجون
يوم القيامة على الله ف حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ أي باطلة عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ
عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ثم قال اللَّهُ
الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِيزانَ قال الميزان أمير
المؤمنين ع و الدليل على ذلك قوله في سورة الرحمن وَ السَّماءَ
رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ قال يعني الإمام، و قوله يَسْتَعْجِلُ بِهَا
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها كناية عن القيامة- فإنهم كانوا يقولون لرسول
الله ص أقم لنا الساعة- و ائتنا بِما تَعِدُنا من العذاب إِنْ كُنْتَ
مِنَ الصَّادِقِينَ فقال الله:
أَلا إِنَّ الَّذِينَ
يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ أي يخاصمون
و قوله: مَنْ كانَ
يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ يعني ثواب الآخرة وَ مَنْ كانَ
يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها- وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ
نَصِيبٍ
و قوله: وَ لَوْ لا
كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ قال الكلمة الإمام- و الدليل على ذلك
قوله وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ يعني الإمامة-
ثم قال وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ يعني الذين ظلموا هذه الكلمة لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ ثم قال تَرَى الظَّالِمِينَ يعني الذين ظلموا آل
محمد حقهم مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا أي خائفين مما ارتكبوا
و عملوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ أي ما يخافونه- ثم ذكر الله الذين