responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 272

تَجْتَمِعُ عِنْدَ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ وَ هُوَ عَرْشُ اللَّهِ الْأَدْنَى مِنْهَا بَسَطَ اللَّهُ الْأَرْضَ- وَ إِلَيْهَا يَطْوِيهَا وَ مِنْهَا الْمَحْشَرُ- وَ مِنْهَا اسْتَوَى رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ- أَيِ اسْتَوْلَى عَلَى السَّمَاءِ وَ الْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ أَيْنَ تَجْتَمِعُ قَالَ: تَجْتَمِعُ فِي وَادِي حَضْرَمَوْتَ وَرَاءِ مَدِينَةِ الْيَمَنِ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ نَاراً مِنَ الْمَشْرِقِ- وَ نَاراً مِنَ الْمَغْرِبِ- وَ يُتْبِعُهُمَا بِرِيحَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ- فَيُحْشَرُ النَّاسُ عِنْدَ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيُحْشَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَنْ يَمِينِ الصَّخْرَةِ وَ يُزْلَفُ الْمِيعَادُ وَ تَصِيرُ جَهَنَّمُ عَنْ يَسَارِ الصَّخْرَةِ فِي تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ- وَ فِيهَا الْفَلَقُ وَ السِّجِّينُ فَتَفَرَّقُ الْخَلَائِقُ مِنْ عِنْدِ الصَّخْرَةِ- فَمَنْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ دَخَلَهَا- وَ مَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ دَخَلَهَا- وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ «فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» فَلَمَّا أَخْبَرَ الْحَسَنُ ع بِصِفَةِ مَا عَرَضَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَصْنَامِ- وَ تَفْسِيرِ مَا سَأَلَهُ الْتَفَتَ الْمَلِكُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَ قَالَ: أَ شَعَرْتَ أَنَّ ذَلِكَ عِلْمٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ- أَوْ وَصِيٌّ مُؤَازِرٌ قَدْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِمُؤَازَرَةِ نَبِيِّهِ- أَوْ عِتْرَةِ نَبِيٍّ مُصْطَفًى وَ غَيْرُهُ فَقَدْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ وَ آثَرَ دُنْيَاهُ عَلَى آخِرَتِهِ- وَ هَوَاهُ عَلَى دِينِهِ وَ هُوَ مِنَ الظَّالِمِينَ.

قَالَ: فَسَكَتَ يَزِيدُ وَ خَمَدَ- قَالَ: فَأَحْسَنَ الْمَلِكُ جَائِزَةَ الْحَسَنِ وَ أَكْرَمَهُ وَ قَالَ لَهُ: ادْعُ رَبَّكَ حَتَّى يَرْزُقَنِي دِينَ نَبِيِّكَ فَإِنَّ حَلَاوَةَ الْمُلْكِ قَدْ حَالَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَ ذَلِكَ وَ أَظُنُّهُ سَمّاً مُرْدِياً وَ عَذَاباً أَلِيماً، قَالَ: فَرَجَعَ يَزِيدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: وَ كَتَبَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ أَنَّهُ مَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ بَعْدَ نَبِيِّهِ وَ حُكْمَ التَّوْرَاةِ وَ مَا فِيهَا- وَ الْإِنْجِيلِ وَ مَا فِيهِ وَ الزَّبُورِ وَ مَا فِيهِ وَ الْفُرْقَانِ وَ مَا فِيهِ- فَالْحَقُّ وَ الْخِلَافَةُ لَهُ- وَ كَتَبَ إِلَى عَلِيٍّ ع أَنَّ الْحَقَّ وَ الْخِلَافَةَ لَكَ- وَ بَيْتَ النُّبُوَّةِ فِيكَ وَ فِي وُلْدِكَ- فَقَاتِلْ مَنْ قَاتَلَكَ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ بِيَدِكَ- فَإِنَّ مَنْ قَاتَلَكَ نَجِدُهُ فِي الْإِنْجِيلِ أَنَّ عَلَيْهِ‌ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‌ وَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ.

و أما قوله: وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً قال: و لو شاء أن يجعلهم كلهم معصومين- مثل ملائكة بلا طباع لقدر عليه‌

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست