responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 264

وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‌ عَلَى الْهُدى‌ و لم يقل استحب الله- كما زعمت المجبرة أن الأفعال أحدثها الله لنا فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‌ يعني ما فعلوه- و قوله: وَ يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ‌ أي يجيئون من كل ناحية

و قوله: حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصارُهُمْ- وَ جُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‌ فإنها نزلت في قوم يعرض عليهم أعمالهم- فينكرونها فيقولون ما عملنا منها شيئا، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم،

فَقَالَ الصَّادِقُ ع‌ فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: يَا رَبِّ- هَؤُلَاءِ مَلَائِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ- ثُمَّ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً- وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً- فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ‌» وَ هُمُ الَّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَ يُنْطِقُ جَوَارِحَهُمْ- فَيَشْهَدُ السَّمْعُ بِمَا سَمِعَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ- وَ يَشْهَدُ الْبَصَرُ بِمَا نَظَرَ بِهِ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ- وَ تَشْهَدُ الْيَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا- وَ تَشْهَدُ الرِّجْلَانِ بِمَا سَعَتَا فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ- وَ يَشْهَدُ الْفَرْجُ بِمَا ارْتَكَبَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ- ثُمَّ أَنْطَقَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ‌ وَ قالُوا هُمْ‌ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا- قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ- وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ- وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ‌ أَيْ مِنَ اللَّهِ‌ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ‌ وَ الْجُلُودُ الْفُرُوجُ‌ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ- وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ- فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ‌.

قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ‌ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع حَدِيثٌ يَرْوِيهِ النَّاسُ- فِيمَنْ يُؤْمَرُ بِهِ آخِرَ النَّاسِ إِلَى النَّارِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ آخِرَ عَبْدٍ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَإِذَا أُمِرَ بِهِ الْتَفَتَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ رُدُّوهُ فَيَرُدُّونَهُ- فَيَقُولُ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ إِلَيَّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَمْ يَكُنْ ظَنِّي بِكَ هَذَا- فَيَقُولُ: وَ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَانَ ظَنِّي بِكَ- أَنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَ تُسْكِنَنِي جَنَّتَكَ قَالَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ يَا مَلَائِكَتِي‌

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست