و قوله فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ أي ناطق عالم
بليغ
و قوله:
وَ ضَرَبَ لَنا
مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ- قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ فقال الله عز و
جل
قُلْ
يا محمد يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ
عَلِيمٌ.
قال فلو أن الإنسان تفكر
في خلقة نفسه- لدله ذلك على خالقه لأنه يعلم كل إنسان أنه ليس بقديم- لأنه يرى
نفسه و غيره مخلوقا محدثا- و يعلم أنه لم يخلق نفسه لأن كل خالق قبل خلقه- و لو
خلق نفسه لدفع عنها الآفات و الأوجاع و الأمراض و الموت- فيثبت عند ذلك أن لها
خالقا مدبرا هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ
قوله الَّذِي
جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً- فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ
تُوقِدُونَ و هو المرخ و العفار[1] و يكون في
ناحية بلاد الغرب- فإذا أرادوا أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر- ثم أخذوا عودا
فحركوه فيه فيستوقدون منه النار- ثم قال عز و جل أَ وَ لَيْسَ الَّذِي
خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ إلى قوله كُنْ فَيَكُونُ قال خزائنه في
كاف و نون فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ
إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
37 سورة الصافات مكية
و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا قال: الملائكة و
الأنبياء و من صف لله و عبده فَالزَّاجِراتِ زَجْراً الذين يزجرون الناس
فَالتَّالِياتِ ذِكْراً الذين يقرءون الكتاب من الناس فهو قسم- و جوابه إِنَّ
إِلهَكُمْ لَواحِدٌ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- وَ ما بَيْنَهُما وَ رَبُّ
الْمَشارِقِ- إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ