responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 154

و قوله‌ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ‌ قال يخرج المؤمن من الكافر و يخرج الكافر من المؤمن- و قوله: وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ‌ رد على الدهرية ثم قال‌ وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ- ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ‌ أي تنثرون في الأرض إلى قوله‌ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ‌ قال يعني السماء و الأرض هاهنا ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ‌ و هو رد على أصناف الزنادقة.

و أما قوله‌ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ- هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ‌

فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا- أَنَّ قُرَيْشاً وَ الْعَرَبَ كَانُوا إِذَا حَجُّوا يُلَبُّونَ وَ كَانَتْ تَلْبِيَتُهُمْ «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ- لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ- إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ» وَ هِيَ تَلْبِيَةُ إِبْرَاهِيمَ ع وَ الْأَنْبِيَاءِ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ، فَقَالَ لَيْسَتْ هَذِهِ تَلْبِيَةَ أَسْلَافِكُمْ، قَالُوا: وَ مَا كَانَتْ تَلْبِيَتُهُمْ فَقَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ- لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ» فَنَفَرَتْ قُرَيْشٌ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ عَلَى رَسْلِكُمْ حَتَّى آتِيَ عَلَى آخِرِ كَلَامِي، فَقَالُوا مَا هُوَ فَقَالَ «إِلَّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَ مَا يَمْلِكُ» أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّهُ يَمْلِكُ الشَّرِيكَ وَ مَا مَلَكَهُ فَرَضُوا بِذَلِكَ وَ كَانُوا يُلَبُّونَ بِهَذَا قُرَيْشٌ خَاصَّةً- فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ قَالَ هَذَا شِرْكٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ «ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ- هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ- فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ» أَيْ تَرْضَوْنَ أَنْتُمْ فِيمَا تَمْلِكُونَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِيهِ شَرِيكٌ- فَإِذَا لَمْ تَرْضَوْا أَنْتُمْ- أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِيمَا تَمْلِكُونَهُ شَرِيكٌ فَكَيْفَ تَرْضَوْنَ أَنْ تَجْعَلُوا لِي شَرِيكاً فِيمَا أَمْلِكُ‌

و قوله‌ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً أي طاهرا،

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‌ فِي قَوْلِهِ «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً» قَالَ هِيَ الْوَلَايَةُ

، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ:

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست