وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي يدفعون سيئة
من أساء إليهم بحسناتهم وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ- وَ إِذا سَمِعُوا
اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ قال اللغو الكذب و اللهو الغناء- و هم الأئمة ع
يعرضون عن ذلك كله،
و قوله: وَ قالُوا
إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا قال نزلت في قريش حين
دعاهم رسول الله ص إلى الإسلام و الهجرة و قالوا «إِنْ نَتَّبِعِ
الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا» فقال الله عز و جل: أَ وَ لَمْ
نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً- يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ
رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا- وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ و قوله: وَ كَمْ
أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أي كفرت فَتِلْكَ
مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا
[1]. يقول الله مخاطبة للنبي ص: إن الهداية ليست
حسب مشيتك بل إنها تتعلق بمشيتي فلا تصر على إجراء كلمة التوحيد من لسان أبي طالب
إذ هو مؤمن سرا و سيظهر الإيمان جهرا فيما بعد و مما يدل على كونه مؤمنا كون رسول
الله محزونا شديدا عام وفاته حتى سمى ذلك العام بعام الحزن و في هذه الرواية أيضا
ما يشعر بكونه كاتما لإيمانه و هو قوله:« يابن أخي! أنا أعلم بنفسي» يعني أعلم
بنفسي من أنني مؤمن. و في ذيل الآية أيضا ما يؤيده و هو قوله تعالى« وَ
هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» و قد مضى الكلام في قوله ص: لو قمت المقام المحمود
لشفعت في أبي و أمي و عمي من أنه جواب تنزيلي فراجع ص 24. ج. ز