responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 139

فَقَالَ لَهُ مُوسَى‌ ذلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ- أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ‌ أَيْ لَا سَبِيلَ عَلَيَّ إِنْ عَمِلْتُ عَشْرَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانَ سِنِينَ- فَقَالَ مُوسَى‌ وَ اللَّهُ عَلى‌ ما نَقُولُ وَكِيلٌ‌ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: أَيَّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى قَالَ أَتَمَّهَا عَشْرَ حِجَجٍ قُلْتُ لَهُ فَدَخَلَ بِهَا قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ الْأَجَلَ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ: قَبْلُ- قُلْتُ فَالرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ- وَ يَشْتَرِطُ لِأَبِيهَا إِجَارَةَ شَهْرَيْنِ أَ يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ مُوسَى عَلِمَ أَنَّهُ يُتِمُّ لَهُ شَرْطَهُ- فَكَيْفَ لِهَذَا أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى يَفِيَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَيَّتَهُمَا زَوَّجَهُ شُعَيْبٌ مِنْ بَنَاتِهِ قَالَ: الَّتِي ذَهَبَتْ إِلَيْهِ فَدَعَتْهُ- وَ قَالَتْ لِأَبِيهَا يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ- إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ‌

فَلَمَّا قَضى‌ مُوسَى الْأَجَلَ‌ قَالَ لِشُعَيْبٍ لَا بُدَّ لِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى وَطَنِي- وَ أُمِّي وَ أَهْلِ بَيْتِي فَمَا لِي عِنْدَكَ فَقَالَ شُعَيْبٌ: مَا وَضَعَتْ أَغْنَامِي فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنْ غَنَمٍ بُلْقٍ فَهُوَ لَكَ، فَعَمَدَ مُوسَى عِنْدَ مَا أَرَادَ- أَنْ يُرْسِلَ الْفَحْلَ عَلَى الْغَنَمِ إِلَى عَصًا- فَقَشَرَ مِنْهُ بَعْضَهُ وَ تَرَكَ بَعْضَهُ- وَ غَرَزَهُ فِي وَسَطِ مَرْبِضِ الْغَنَمِ- وَ أَلْقَى عَلَيْهِ كِسَاءً أَبْلَقَ- ثُمَّ أَرْسَلَ الْفَحْلَ عَلَى الْغَنَمِ- فَلَمْ تَضَعِ الْغَنَمُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَّا بُلْقاً، فَلَمَّا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ حَمَلَ مُوسَى امْرَأَتَهُ- وَ زَوَّدَهُ شُعَيْبٌ مِنْ عِنْدِهِ وَ سَاقَ غَنَمَهُ- فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ قَالَ لِشُعَيْبٍ أَبْغِي عَصًا تَكُونُ مَعِي- وَ كَانَتْ عَصَا الْأَنْبِيَاءِ عِنْدَهُ- قَدْ وَرِثَهَا مَجْمُوعَةً فِي بَيْتٍ، فَقَالَ لَهُ شُعَيْبٌ ادْخُلْ هَذَا الْبَيْتَ- وَ خُذْ عَصًا مِنْ بَيْنِ الْعِصِيِّ- فَدَخَلَ فَوَثَبَ إِلَيْهِ عَصَا نُوحٍ وَ إِبْرَاهِيمَ ع وَ صَارَتْ فِي كَفِّهِ فَأَخْرَجَهَا وَ نَظَرَ إِلَيْهَا شُعَيْبٌ فَقَالَ رُدَّهَا وَ خُذْ غَيْرَهَا فَرَدَّهَا لِيَأْخُذَ غَيْرَهَا- فَوَثَبَتْ إِلَيْهِ تِلْكَ بِعَيْنِهَا- فَرَدَّهَا حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- فَلَمَّا رَأَى شُعَيْبٌ ذَلِكَ قَالَ لَهُ اذْهَبْ فَقَدْ خَصَّكَ اللَّهُ بِهَا، فَسَاقَ غَنَمَهُ فَخَرَجَ يُرِيدُ مِصْرَ فَلَمَّا صَارَ فِي مَفَازَةٍ وَ مَعَهُ أَهْلُهُ- أَصَابَهُمْ بَرْدٌ شَدِيدٌ وَ رِيحٌ وَ ظُلْمَةٌ وَ جَنَّهُمُ اللَّيْلُ، فَنَظَرَ مُوسَى إِلَى نَارٍ قَدْ ظَهَرَتْ كَمَا قَالَ اللَّهُ:

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست