كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ مِشْكَاةٍ- وَ الْمِشْكَاةُ فِي الْقِنْدِيلِ- فَنَحْنُ الْمِشْكَاةُ فِيهَا مِصْبَاحٌ، الْمِصْبَاحُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص «الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ» مِنْ عُنْصُرَةٍ طَاهِرَةٍ «الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ- يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ- لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ» لَا دَعِيَّةٍ وَ لَا مُنْكِرَةٍ «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ» الْقُرْآنُ «نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ- وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ- وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» فَالنُّورُ عَلِيٌّ ع يَهْدِي اللَّهُ لِوَلَايَتِنَا مَنْ أَحَبَّ، وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَبْعَثَ وَلِيَّنَا مُشْرِقاً وَجْهُهُ- مُنِيراً بُرْهَانُهُ ظَاهِرَةً عِنْدَ اللَّهِ حُجَّتُهُ- حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَ أَوْلِيَاءَنَا الْمُتَّقِينَ- وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءَ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فَشُهَدَاؤُنَا لَهُمْ فَضْلٌ عَلَى الشُّهَدَاءِ بِعَشْرِ دَرَجَاتٍ وَ لِشَهِيدِ شِيعَتِنَا فَضْلٌ عَلَى كُلِّ شَهِيدٍ غَيْرِنَا بِتِسْعِ دَرَجَاتٍ- نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ نَحْنُ أَفْرَاطُ الْأَنْبِيَاءِ- وَ نَحْنُ أَوْلَادُ الْأَوْصِيَاءِ- وَ نَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ نَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ اللَّهُ لَنَا دِينَهُ- فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى، قَدْ عَلِمْنَا وَ بَلَّغْنَا مَا عَلِمْنَا وَ اسْتَوْدَعْنَا عِلْمَهُمْ- وَ نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ- وَ نَحْنُ وَرَثَةُ أُولِي الْعِلْمِ- وَ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ «وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ وَ إِنْ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِنَ الشِّرْكِ مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ع «ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع يَا مُحَمَّدُ «فِيهِ هُدًى وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ» مَنْ يُجِيبُكَ إِلَيَّ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ع وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِكِتَابٍ فَتَدَبَّرْهُ وَ افْهَمْهُ- فَإِنَّهُ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ نُورٌ
، و الدليل على أن هذا مثل لهم-.
قوله فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ- وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ- يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ إلى قوله بِغَيْرِ حِسابٍ
ثم ضرب الله مثلا لأعمال من نازعهم فقال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ و السراب هو الآل تراه بالمفازة