responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 58

عَلَّمَا النَّاسَ السِّحْرَ رُفِعَا مِنَ الْأَرْضِ إِلَى الْهَوَاءِ- فَهُمَا مُعَذَّبَانِ مُنَكَّسَانِ مُعَلَّقَانِ فِي الْهَوَاءِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ[1].

و أما قوله‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا أي لا تقولوا تخليطا[2] و قولوا أفهمنا- و قوله‌ ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها فقوله ننسها أي نتركها و نترك حكمها- فسمى الترك بالنسيان في هذه الآية- و قوله «أَوْ مِثْلِها» فهي زيادة إنما نزل «نأت بخير مثلها»

وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ- أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى‌ فِي خَرابِها فَإِنَّمَا نَزَلَتْ فِي قُرَيْشٍ حِينَ مَنَعُوا رَسُولَ اللَّهِ ص دُخُولَ مَكَّةَ

و قوله‌ وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ‌


[1]. لا يخفى أن هذه الرواية و إن كان ظاهرها مما ينكره العقل و النقل لكونه قادحا في قداسة الملائكة الذين لا يعصون اللَّه طرفة عين لأنهم‌ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ‌، و أنه قد ورد في الباب أخبار رادة لها كالخبر المروي في تفسير الإمام العسكري عليه السلام، إلا أن التأمل الدقيق يعطي عدم منافاتها للعقل- لأن عصيان الملائكة مستحيل مع كونهم كذلك- أما بعد أن أعطاهما اللَّه تعالى ما للبشر من القوى الشهوية و الإحساسات النفسانية- كما يظهر من الرواية- فظاهره صيرورتهما بشراً أو مثل البشر في فقدان العصمة و إمكان المعصية، و إشكال الفلاسفة بعدم إمكان انقلاب الماهيات مدفوع، بعموم قدرة اللَّه تعالى، و المعاجز الصادرة عن المعصومين عليه السلام شاهدة على ذلك- لكنه قد ورد في تفسير الإمام العسكري عليه السلام ما يرد هذا الخبر فحينئذ يؤخذ بالأوضح متناً و الأوثق سنداً و يعمل بالمرجحات كما هو المناط في باب اختلاف الروايتين و لما لم يكن ثمة ثمرة عملية لم نطل الكلام في تنقيح المقام ج- ز.

[2]. خلط في الكلام أي هذى.

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست