responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 57

فَغَلَبَتْهُمَا الشَّهْوَةُ الَّتِي جُعِلَتْ فِيهِمَا، فَقَالا لَهَا فَإِنَّا نَجِيبُكِ مَا سَأَلْتِ- فَقَالَتْ فَدُونَكُمَا فَاشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ- فَإِنَّهُ قُرْبَانٌ لَكُمَا عِنْدَهُ بِهِ تَصِلَانِ إِلَى مَا تُرِيدَانِ، فَائْتَمَرَا بَيْنَهُمَا فَقَالا هَذِهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ مِمَّا نَهَانَا رَبُّنَا عَنْهَا- الشِّرْكُ وَ الزِّنَا وَ شُرْبُ الْخَمْرِ- وَ إِنَّمَا نَدْخُلُ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَ الشِّرْكِ حَتَّى نَصِلَ إِلَى الزِّنَا- فَائْتَمَرَا بَيْنَهُمَا، فَقَالا مَا أَعْظَمَ الْبَلِيَّةَ بِكِ قَدْ أَجَبْنَاكِ إِلَى مَا سَأَلْتِ، قَالَتْ فَدُونَكُمَا فَاشْرَبَا مِنْ هَذَا الْخَمْرِ- وَ اعْبُدَا هَذَا الصَّنَمَ وَ اسْجُدَا لَهُ، فَشَرِبَا الْخَمْرَ وَ عَبَدَا الصَّنَمَ ثُمَّ رَاوَدَاهَا مِنْ نَفْسِهَا- فَلَمَّا تَهَيَّأَتْ لَهُمَا وَ تَهَيَّئَا لَهَا دَخَلَ عَلَيْهِمَا سَائِلٌ يَسْأَلُ، فَلَمَّا رَآهُمَا وَ رَأَيَاهُ ذَعِرَا مِنْهُ- فَقَالَ لَهُمَا إِنَّكُمَا لَامْرَءَانِ ذَعِرَانِ- فَدَخَلْتُمَا بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ الْعَطِرَةِ الْحَسْنَاءِ، إِنَّكُمَا لَرَجُلَا سَوْءٍ وَ خَرَجَ عَنْهُمَا فَقَالَتْ لَهُمَا لَا- وَ إِلَهِي لَا تَصِلَانِ الْآنَ إِلَيَّ- وَ قَدِ اطَّلَعَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى حَالِكُمَا وَ عَرَفَ مَكَانَكُمَا- وَ يَخْرُجُ الْآنَ وَ يُخْبِرُ بِخَبَرِكُمَا- وَ لَكِنْ بَادِرَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاقْتُلَاهُ- قَبْلَ أَنْ يَفْضَحَكُمَا وَ يَفْضَحَنِي- ثُمَّ دُونَكُمَا فَاقْضِيَا حَاجَتَكُمَا وَ أَنْتُمَا مُطْمَئِنَّانِ آمِنَانِ، قَالَ فَقَامَا إِلَى الرَّجُلِ فَأَدْرَكَاهُ فَقَتَلَاهُ- ثُمَّ رَجَعَا إِلَيْهَا فَلَمْ يَرَيَاهَا وَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَ نُزِعَ عَنْهُمَا رِيَاشُهُمَا وَ أسقط [أُسْقِطَا] فِي أَيْدِيهِمَا، قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا- إِنَّمَا أَهْبَطْتُكُمَا إِلَى الْأَرْضِ مَعَ خَلْقِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ- فَعَصَيْتُمَانِي بِأَرْبَعٍ مِنْ مَعَاصِيَ كُلُّهَا قَدْ نَهَيْتُكُمَا عَنْهَا- فَلَمْ تُرَاقِبَانِي فَلَمْ تَسْتَحْيَا مِنِّي- وَ قَدْ كُنْتُمَا أَشَدَّ مَنْ نَقَمَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لِلْمَعَاصِي- وَ استجز [اسْتَجَرَّ] أَسَفِي وَ غَضَبِي عَلَيْهِمْ، وَ لِمَا جَعَلْتُ فِيكُمَا مِنْ طَبْعِ خَلْقِي وَ عصمني [عِصْمَتِي‌] إِيَّاكُمَا مِنَ الْمَعَاصِي- فَكَيْفَ رَأَيْتُمَا مَوْضِعَ خِذْلَانِي فِيكُمَا، اخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا أَوْ عَذَابَ الْآخِرَةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ نَتَمَتَّعُ مِنْ شَهَوَاتِهَا فِي الدُّنْيَا- إِذْ صِرْنَا إِلَيْهَا إِلَى أَنْ نَصِيرَ إِلَى عَذَابِ الْآخِرَةِ، فَقَالَ الْآخَرُ إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا لَهُ مُدَّةٌ وَ انْقِطَاعٌ- وَ عَذَابَ الْآخِرَةِ قَائِمٌ لَا انْقِضَاءَ لَهُ- فَلَسْنَا نَخْتَارُ عَذَابَ الْآخِرَةِ الدَّائِمَ الشَّدِيدَ- عَلَى عَذَابِ الدُّنْيَا الْمُنْقَطِعِ الْفَانِي- قَالَ فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا- وَ كَانَا يُعَلِّمَانِ النَّاسَ السِّحْرَ فِي أَرْضِ بَابِلَ ثُمَّ لَمَّا

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست