responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 216

الأئمة ع‌ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‌ و قوله‌ وَ كَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها يعني رؤساء لِيَمْكُرُوا فِيها وَ ما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَ ما يَشْعُرُونَ‌ أي يمكرون بأنفسهم لأن الله يعذبهم عليه‌ وَ إِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ- حَتَّى نُؤْتى‌ مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ‌ قال قالت الأكابر لن نؤمن- حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي و التنزيل- فقال الله تبارك و تعالى‌ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ- سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ- وَ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ‌ أي يعصون الله في السر و قوله‌ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً فالحرج‌[1] الذي لا مدخل له فيه- و الضيق ما يكون له المدخل الضيق‌ كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ قال يكون مثل شجرة حولها أشجار كثيرة- فلا تقدر أن تلقي أغصانها يمنة و يسرة فتمر في السماء و تسمى حرجة، فضرب بها مثلا ثم قال‌ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‌ و قوله‌ هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً يعني الطريق الواضح‌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ‌ و قوله‌ لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ‌ يعني في الجنة و السلام الأمان و العافية و السرور- ثم قال‌ وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ‌ اليوم‌ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‌ يعني الله جل و عز وليهم أي أولى بهم و قوله‌ وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ- رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ‌ قال كل من والى قوما فهو منهم- و إن لم يكن من جنسهم‌ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا يعني القيامة و قوله‌ وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‌ قال نولي كل من تولى أولياءهم- فيكونون معهم يوم القيامة، ثم ذكر عز و جل احتجاجا على الجن و الإنس يوم القيامة فقال: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ- أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي- وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا- قالُوا شَهِدْنا عَلى‌ أَنْفُسِنا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا- وَ شَهِدُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ‌


[1]. الحرج بالتحريك جمع الحرجة مجتمع الشجر. ق

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست