«إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ
أَمْثالُكُمْ- فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- أَ
لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها- أَمْ لَهُمْ
أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها- قُلِ ادْعُوا
شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ[1]» و قوله يحكي قول
إبراهيم ع «أَ فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ
شَيْئاً وَ لا يَضُرُّكُمْ- أُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
أَ فَلا تَعْقِلُونَ[2]» و قوله «قُلِ ادْعُوا
الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ- فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ
لا تَحْوِيلًا[3]» و قوله «أَ فَمَنْ
يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ[4]» و مثله كثير مما هو رد
على الزنادقة و عبدة الأوثان.
و أما ما هو رد على
الدهرية زعموا أن الدهر لم يزل و لا يزال أبدا- و ليس له مدبر و لا صانع و أنكروا
البعث .... و النشور- فحكى الله عز و جل قولهم فقال «وَ قالُوا ما هِيَ
إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا و إنما قالوا نحيا و
نموت وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ
إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ[5]».
فرد الله عليهم فقال عز
و جل «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ- فَإِنَّا
خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ- ثُمَّ مِنْ
مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ- وَ نُقِرُّ فِي
الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى- ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ
لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ- وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ
إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ- لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً[6]» ثم ضرب للبعث
و النشور مثلا فقال «وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً أي يابسة- ميتة فَإِذا
أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ- وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ
زَوْجٍ بَهِيجٍ أي حسن ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ
أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى- وَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ
السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها- وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي
الْقُبُورِ[7]» و قوله