فلما بلغت مريم صارت في
المحراب- و أرخت على نفسها سترا- و كان لا يراها أحد و كان يدخل عليها زكريا
المحراب- فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف، فكان يقول
لها
أَنَّى لَكِ هذا فتقول هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ- قالَ
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ-
فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ- أَنَّ اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ- وَ سَيِّداً وَ
حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ الحصور الذي لا يأتي النساء قالَ رَبِّ
أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ- وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَ امْرَأَتِي عاقِرٌ و العاقر التي
قد يئست من المحيض قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ قالَ زكريا رَبِّ
اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ
إِلَّا رَمْزاً و ذلك أن زكريا ظن أن الذي بشره