responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 101

بذلك فحملت، فقالت‌ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً للمحراب، و كانوا إذا نذروا نذرا جعلوا ولدهم للمحراب‌ فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‌ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‌ و أنت وعدتني ذكرا وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‌ فوهب الله لمريم عيسى ع‌

قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‌ إِنْ قُلْنَا لَكُمْ فِي الرَّجُلِ مِنَّا قَوْلًا- فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ كَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ- فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ- إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى عِمْرَانَ أَنِّي وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً مُبَارَكاً يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ- وَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَ جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ امْرَأَتَهُ حَنَّةَ وَ هِيَ أُمُّ مَرْيَمَ فَلَمَّا حَمَلَتْ بِهَا كَانَ حَمْلُهَا عِنْدَ نَفْسِهَا غُلَاماً «فَلَمَّا وَضَعَتْها أُنْثَى‌ قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‌ ... وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‌» لِأَنَّ الْبِنْتَ لَا تَكُونُ رَسُولًا يَقُولُ اللَّهُ «وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ‌» فَلَمَّا وَهَبَ اللَّهُ لِمَرْيَمَ عِيسَى ع كَانَ هُوَ الَّذِي بَشَّرَ اللَّهُ بِهِ عِمْرَانَ وَ وَعَدَهُ إِيَّاهُ- فَإِذَا قُلْنَا لَكُمْ فِي الرَّجُلِ مِنَّا شَيْئاً- فَكَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ.

فلما بلغت مريم صارت في المحراب- و أرخت على نفسها سترا- و كان لا يراها أحد و كان يدخل عليها زكريا المحراب- فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف، فكان يقول لها أَنَّى لَكِ هذا فتقول‌ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ- قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ- فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ- أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‌ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ- وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ‌ الحصور الذي لا يأتي النساء قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ- وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَ امْرَأَتِي عاقِرٌ و العاقر التي قد يئست من المحيض‌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ قالَ‌ زكريا رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً و ذلك أن زكريا ظن أن الذي بشره‌

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست