أربع آيات بلا خلاف.
يقول اللّه تعالي لنبيه و اذكر يا محمّد (إذ) أي الوقت ألذي (يَتَحاجُّونَ فِي النّارِ) و يخاصم بعضهم بعضاً يعني الرؤساء و الاتباع (فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ) و هم الاتباع (لِلَّذِينَ استَكبَرُوا) و هم الرؤساء (إِنّا كُنّا لَكُم) معاشر الرؤساء (تبعاً) و يحتمل ان يکون ذلک جمع تابع كغائب و غيب و حايل و حول، و يجوز أن يکون مصدراً أي تبعناكم تبعاً (فَهَل أَنتُم مُغنُونَ عَنّا نَصِيباً مِنَ النّارِ) لأنه يلزم الرئيس الدفع عن اتباعه و المنقادين لأمره، فيسألونهم هؤلاء أن يغنوا عنهم قسطاً من النار أي طائفة منها، فيقول الرؤساء الّذين استكبروا (إِنّا كُلٌّ فِيها) أي نحن و أنتم في النار، فكيف ندفع عنكم. و رفع «کل فيها» علي انه خبر (إنا) كقوله (إِنَّ الأَمرَ كُلَّهُ لِلّهِ)[1] و يجوز أن يکون رفعاً بالابتداء، و خبره (فيها) (إِنَّ اللّهَ قَد حَكَمَ) بذلك (بين العباد) و انه يعاقب من أشرك به و عبد معه غيره ثم حكي ما يقوله (الّذين) حصلوا (في النار) من الاتباع و المتبوعين (لخزنة جهنم) و هم الدين يتلون عذاب اهل النارعليهکه (ادعُوا رَبَّكُم يُخَفِّف عَنّا يَوماً مِنَ العَذابِ) و يقولون ذلک، لأنه لا صبر لهم علي شدة العذاب لا انهم يطمعون في التخفيف، لان معارفهم ضرورية يعلمون ان عقابهم لا ينقطع و لا يخفف عنهم.
ثم حكي ما يجيب به الخزنة لهم فإنهم يقولون لهم «أَ وَ لَم تَكُ تَأتِيكُم رُسُلُكُم بِالبَيِّناتِ» يعني بالحجج و الدلالات علي صحة توحيده و وجوب إخلاص العبادة له! فيقولون في جوابهم «بلي» قد جاءتنا الرسل بالبينات فكذبناهم و جحدنا نبوتهم و أنكرنا