اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 584
آية بلا خلاف.
قرأ ابو عمرو و اهل البصرة «و لا تمسكوا» بالتشديد. الباقون «تمسكوا» خفيفة و هما لغتان.
يقولون أمسكت به و تمسكت به. قيل کان سبب نزول هذه الآية إن النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله کان صالح قريشاً يوم الحديبية علي ان يرد عليهم من جاء بغير أذن وليه، فلما هاجر النساء و قيل: هاجرت كلثم بنت أبي معيط فجاء أخواها فسألا رسول اللّه صَلي اللّهُ عَليه و آله أن يردها، فنهي اللّه تعالي ان يرددن الي المشركين، و نسخ ذلک الحكم، ذكره عروة بن الزبير.
فقال تعالي «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» باللّه و رسوله «إِذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ» باللّه و رسوله «مُهاجِراتٍ» من دار الحرب إلي دار الإسلام «فَامتَحِنُوهُنَّ» و قيل في كيفية الامتحان أربعة اقوال:
قال إبن عباس: كانت امتحان رسول اللّه إياهن أن يحلفن باللّه ما خرجت من بغض زوج و باللّه ما خرجت رغبة عن ارض، و باللّه ما خرجت التماس دنياً و باللّه ما خرجت إلّا حباً للّه و رسوله- و في رواية أخري- عن إبن عباس قال: کان امتحانا لهن أن يشهدن أن لا إله إلا اللّه، و أن محمداً عبده و رسوله. و روي عن عائشة انه کان امتحانهن بما في الآية الّتي بعدها «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلي أَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ لا يَسرِقنَ ...» الآية، و قال إبن عباس و قتادة:
کان امتحانهن ما خرجن إلا للدين، و رغبة في الإسلام و حباً للّه و رسوله كقول إبن عباس الأول.
ثم قال «اللّهُ أَعلَمُ بِإِيمانِهِنَّ» لأنه يعلم باطنهن و ظاهرهن و أنتم لا تعلمون باطنهن
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 584