responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 572

لأنه‌ ‌تعالي‌ قسم‌ أصحاب‌ الجنة و أصحاب‌ النار ‌الّذين‌ يستحقون‌ ثواباً بلا عقاب‌ ‌او‌ عقاباً بلا ثواب‌، لأنهما ‌لا‌ يتقاربان‌، و ‌لم‌ يذكر ‌من‌ يستحق‌ الامرين‌. و عندنا ‌أن‌ الفاسق‌ المسلم‌ يستحق‌ الأمرين‌ فليس‌ ‌هو‌ داخلًا ‌فيه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الحشر (59): الآيات‌ 21 ‌الي‌ 24]

لَو أَنزَلنا هذَا القُرآن‌َ عَلي‌ جَبَل‌ٍ لَرَأَيتَه‌ُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِن‌ خَشيَةِ اللّه‌ِ وَ تِلك‌َ الأَمثال‌ُ نَضرِبُها لِلنّاس‌ِ لَعَلَّهُم‌ يَتَفَكَّرُون‌َ (21) هُوَ اللّه‌ُ الَّذِي‌ لا إِله‌َ إِلاّ هُوَ عالِم‌ُ الغَيب‌ِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحمن‌ُ الرَّحِيم‌ُ (22) هُوَ اللّه‌ُ الَّذِي‌ لا إِله‌َ إِلاّ هُوَ المَلِك‌ُ القُدُّوس‌ُ السَّلام‌ُ المُؤمِن‌ُ المُهَيمِن‌ُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ سُبحان‌َ اللّه‌ِ عَمّا يُشرِكُون‌َ (23) هُوَ اللّه‌ُ الخالِق‌ُ البارِئ‌ُ المُصَوِّرُ لَه‌ُ الأَسماءُ الحُسني‌ يُسَبِّح‌ُ لَه‌ُ ما فِي‌ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌ِ وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيم‌ُ (24)

أربع‌ آيات‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ معظماً لشأن‌ القرآن‌ ‌ألذي‌ أنزله‌ ‌عليه‌ مكبراً لحاله‌ ‌في‌ جلالة موقعه‌ بأنه‌ ‌لو‌ أنزل‌ القرآن‌ ‌علي‌ جبل‌ لرئي‌ الجبل‌ خاشعاً، و المراد ‌به‌ المثل‌، و تقديره‌ ‌لو‌ ‌کان‌ الجبل‌ مما ينزل‌ ‌عليه‌ القرآن‌ و ‌لو‌ شعر ‌به‌-‌ ‌مع‌ غلظه‌ و جفاء طبعه‌ و كبر جسمه‌-‌ لخشع‌ لمنزله‌ تعظيماً لشأنه‌ و لتصدع‌ ‌من‌ خشيته‌، فالإنسان‌ أحق‌ بهذا ‌لو‌ عقل‌ الأحكام‌ ‌الّتي‌ ‌فيه‌. و التصدع‌ التفرق‌ ‌بعد‌ التلاؤم‌، و مثله‌ التفطر يقال‌: صدعه‌ يصدعه‌ صدعا فهو صادع‌ و ذاك‌ مصدوع‌ و ‌منه‌ الصداع‌ ‌في‌ الرأس‌ و ‌هو‌ معروف‌، و تصدع‌ تصدعا

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست