responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 532

خمس‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

قرأ ابو عمرو «‌بما‌ أتاكم‌» مقصور يعني‌ ‌بما‌ جاءكم‌. الباقون‌ بالمد يعني‌ ‌بما‌ أعطاكم‌ و قرأ اهل‌ المدينة و اهل‌ الشام‌ «فان‌ اللّه‌ الغني‌ الحميد» بلا فصل‌ لأنهم‌ وجدوا ‌في‌ مصاحفهم‌ كذلك‌، و الباقون‌ بإثبات‌ (‌هو‌) و كذلك‌ ‌هو‌ ‌في‌ مصاحفهم‌ فمن‌ اسقط (‌هو‌) جعل‌ (الغَنِي‌ُّ) خبر (‌ان‌) و (الحَمِيدُ) نعته‌ و ‌من‌ زاد (‌هو‌) احتمل‌ شيئين‌:

أحدهما‌-‌ ‌ان‌ يجعل‌ (‌هو‌) عماداً ‌أو‌ صلة زائدة.

و الثاني‌-‌ ‌أن‌ يجعله‌ ابتداء، و (الغني‌) خبره‌، و الجملة ‌في‌ موضع‌ خبر (‌إن‌) مثل‌ ‌قوله‌ «إِن‌َّ شانِئَك‌َ هُوَ الأَبتَرُ»[1] يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ آمراً للعقلاء المكلفين‌ و حاثاً ‌لهم‌ ‌علي‌ الطاعات‌ «سابِقُوا إِلي‌ مَغفِرَةٍ مِن‌ رَبِّكُم‌» و المسابقة طلب‌ العامل‌ التقدم‌ ‌في‌ عمله‌ قبل‌ عمل‌ غيره‌ بالاجتهاد ‌فيه‌ فعلي‌ ‌کل‌ مكلف‌ الاجتهاد ‌في‌ تقديم‌ طاعة اللّه‌ ‌علي‌ ‌کل‌ عمل‌ ‌کما‌ يجتهد المسابق‌ لغيره‌ و المسابقة ‌الي‌ المغفرة بأن‌ يتركوا المعاصي‌ و يفعلوا الطاعات‌ و ‌قوله‌ «وَ جَنَّةٍ» معناه‌ سابقوا ‌إلي‌ جنة ‌ أي ‌ ‌الي‌ استحقاق‌ ثواب‌ جنة «عَرضُها كَعَرض‌ِ السَّماءِ وَ الأَرض‌ِ» ‌في‌ السعة. و ‌قال‌ الحسن‌: ‌ان‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ يفني‌ الجنة و يعيدها ‌علي‌ ‌ما وصفه‌ ‌في‌ طولها و عرضها، فبذلك‌ صح‌ وصفها بأن‌ عرضها كعرض‌ السماء و ‌الإرض‌. و ‌قال‌ غيره‌ ‌إن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌قال‌ «عَرضُها كَعَرض‌ِ السَّماءِ» الدنيا «وَ الأَرض‌ِ» و الجنة المخلوقة ‌في‌ السماء السابعة ‌فلا‌ تنافي‌ ‌بين‌ ‌ذلک‌، و ‌إذا‌ ‌کان‌ العرض‌ بهذه‌ السعة فالطول‌ اكثر ‌منه‌ ‌او‌ مثله‌.

و ‌قوله‌ «أُعِدَّت‌» اشتقاقه‌ ‌من‌ العدد و الاعداد، وضع‌ الشي‌ء ‌لما‌ ‌يکون‌ ‌في‌


[1] ‌سورة‌ 108 الكوثر آية 3
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 532
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست