و قوله «لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ» معناه إلا بحجة و بيان. و قيل معناه:
إلا بملك و قهر، و ليس لكم ذلک. و قال الزجاج: المعني «فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ» أي حيثما كنتم شاهدين. ثم حجة اللّه و سلطانه ألذي يدل علي توحيده و واحد الاقطار قطر و هي الاطراف- في قول سفيان- فانفذوا في صورة الأمر و المراد به التحدي. ثم قال «لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ» و هو القوة الّتي يتسلط بها علي الأمرإليکه «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ» و قد فسرناه. و فائدة الآية أن عجز الثقلين عن الهرب من الجزاء كعجزهم عن النفوذ من الاقطار، و في ذلک اليأس من رفع الجزاء بوجه من الوجوه، فلينظر امرؤ ما يختار لنفسه مما يجازي به.
و قوله «يُرسَلُ عَلَيكُما شُواظٌ مِن نارٍ» فالشواظ لهب النار- في قول إبن عباس و مجاهد و قتادة- و منه قول رؤبة:
إن لهم من وقعنا أيقاظاً و نار حرب تسعر الشواظا[1]
و النحاس الصفر المذاب للعذاب- في قول إبن عباس و مجاهد و سفيان و قتادة- و في رواية أخري عن إبن عباس و سعيد: النحاس الدخان قال النابغة الجعدي:
[1] اللسان (شوظ) و مجاز القرآن 2/ 244 و الطبري 27/ 23
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 474