responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 473

سبع‌ آيات‌ حجازي‌ و ست‌ ‌في‌ ‌ما عداه‌، عد الحجازيون‌ «‌من‌ نار» و ‌لم‌ يعده‌ الباقون‌.

قرأ «شواظ»‌-‌ بكسر الشين‌-‌ أهل‌ مكة. الباقون‌ بضمها، و هما لغتان‌ مثل‌ صوار و صوار. و قرأ «نحاس‌» بالجر أهل‌ مكة و البصرة، ‌غير‌ يعقوب‌ عطفاً ‌علي‌ (نار). الباقون‌ بالرفع‌ عطفاً ‌علي‌ «شواظ» و قرأ اهل‌ الكوفة ‌إلا‌ عاصماً «سيفرغ‌» ‌علي‌ تقدير سيفرغ‌ اللّه‌ لكم‌. الباقون‌-‌ بالنون‌-‌ ‌علي‌ وجه‌ الاخبار ‌من‌ اللّه‌ ‌عن‌ نفسه‌ يعني‌ ‌قوله‌ «سَنَفرُغ‌ُ لَكُم‌» ‌من‌ أبلغ‌ الوعيد و أعظم‌ التهديد. و ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ سنفرغ‌ لكم‌ ‌من‌ الوعيد و ينقضي‌ و يأتيكم‌ المتوعد ‌به‌ فشبه‌ ‌ذلک‌ بمن‌ فرغ‌ ‌من‌ شي‌ء و أخذ ‌في‌ غيره‌.

الثاني‌-‌ إنا نستعمل‌ عمل‌ ‌من‌ يتفرغ‌ للعمل‌ لتجويده‌ ‌من‌ ‌غير‌ تضجيع‌ ‌فيه‌ ‌کما‌ يقول‌: القائل‌: سأتفرغ‌ لك‌. و اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌لا‌ يشغله‌ شي‌ء ‌عن‌ شي‌ء، لأنه‌ ‌من‌ صفات‌ الأجسام‌، و ‌هو‌ ‌من‌ أبلغ‌ الوعيد لأنه‌ يقتضي‌ ‌أن‌ يجازي‌ بصغير ذنبه‌ و كبيره‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ مستحقاً لسخط اللّه‌. و الفراغ‌ انتفاع‌ القاطع‌ عنه‌ ‌من‌ القادر ‌عليه‌. و الشغل‌ و الفراغ‌ ‌من‌ صفات‌ الأجسام‌ ‌الّتي‌ تحلها الأعراض‌، و شغلها ‌عن‌ الاضداد ‌في‌ تلك‌ الحال‌ و لذلك‌ وجب‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ ‌في‌ صفة القديم‌ ‌تعالي‌ مجازاً.

و ‌قوله‌ «أَيُّه‌َ الثَّقَلان‌ِ» خطاب‌ للجن‌ و الانس‌، و إنما سميا ثقلين‌ لعظم‌ شأنهما بالاضافة ‌إلي‌ ‌ما ‌في‌ ‌الإرض‌ ‌من‌ غيرهما، فهما أثقل‌ وزناً لعظم‌ الشأن‌ بالعقل‌ و التمكين‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست