ثم قال (كذبت عاد) يعني بالرسول ألذي بعثه اليهم، و هو هود عليه السلام فاستحقوا الهلاك فاهلكهم اللّه (فَكَيفَ كانَ عَذابِي) لهم و (نذر) أي و إنذاري إياهم. ثم بين كيفية إهلاكهم فقال (إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً صَرصَراً) و هي الشديدة الهبوب حتي يسمع في صوتها صرير، و هو مضاعف صرّ مثل كب و كبكب و نهه و نهنهه، و قال إبن عباس و قتادة و الضحاك: كانت ريحاً باردة. و قال إبن زيد و سفيان: كانت شديدة.
و قوله (فِي يَومِ نَحسٍ) يعني يوم شؤم- في قول قتادة- (مستمر) أي استمر بهم العذاب إلي نار جهنم- في قول قتادة- و قوله (تَنزِعُ النّاسَ كَأَنَّهُم أَعجازُ نَخلٍ مُنقَعِرٍ) معناه تقتلع هذه الريح النّاس ثم ترمي بهم علي رؤسهم فتدق رقابهم فيصيرون كأنهم أعجاز نخل، لان رؤسهم سقطت عن أبدانهم- في قول مجاهد- و قيل: استمرت بهم الريح سبع ليال و ثمانية أيام حتي أتت عليهم شيئاً بعد شيء. و قيل (تنزع النّاس) من حفر حفروها ليمتنعوا بها من الريح. و قال الحسن: فيه إضمار تقديره تنزع أرواح النّاس، و اعجاز النخل أسافله. و النخل يذكر و يؤنث، و المنقعر المنقلع من أصله، لان قعر الشيء قراره المستقل منه، فلهذا قيل للمنقطع من أصله: منقعر، يقال: انعقر انعقاراً، و قعره تقعيراً، و تقعر- في
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 450