قرأ إبن عامر «ففتحنا» بالتشديد أي مرة بعد مرة و شيئاً بعد شيء، لأنه كثر و دام لما فار التنور و انهمرت الإرض و السماء بالماء. الباقون بالتخفيف لأنه يأتي علي القليل و الكثير، و في الكلام حذف، و تقديره ان نوحاً عليه السلام لما دعا ربه فقال إني مغلوب فانتصر يا رب و أهلكهم فأجاب اللّه دعاءه و فتح أبواب السماء بالماء، و معناه أجري الماء من السماء، فجريانه إنما فتح عنه باب کان مانعاً له، و ذلک من صنع اللّه ألذي لا يقدر عليه سواه. و جاء ذلک علي طريق البلاغة. و الماء المنهمر هو المنصب الكثير قال امرؤ القيس:
أي منصب مندفق، انهمر ينهمر انهماراً، و فلان ينهمر في كلامه، كأنه يتدفق فيه مع كثرته.
و قوله «وَ فَجَّرنَا الأَرضَ عُيُوناً» فالتفجير تشقيق الإرض عن الماء، و منه انفجر العرق و انفجر السكر، و منه قوله «وَ فَجَّرنا خِلالَهُما نَهَراً»[2] و عيون الماء