responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 447

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ القمر (54): الآيات‌ 11 ‌الي‌ 16]

فَفَتَحنا أَبواب‌َ السَّماءِ بِماءٍ مُنهَمِرٍ (11) وَ فَجَّرنَا الأَرض‌َ عُيُوناً فَالتَقَي‌ الماءُ عَلي‌ أَمرٍ قَد قُدِرَ (12) وَ حَمَلناه‌ُ عَلي‌ ذات‌ِ أَلواح‌ٍ وَ دُسُرٍ (13) تَجرِي‌ بِأَعيُنِنا جَزاءً لِمَن‌ كان‌َ كُفِرَ (14) وَ لَقَد تَرَكناها آيَةً فَهَل‌ مِن‌ مُدَّكِرٍ (15)

فَكَيف‌َ كان‌َ عَذابِي‌ وَ نُذُرِ (16)

ست‌ آيات‌.

قرأ ‌إبن‌ عامر «ففتحنا» بالتشديد ‌ أي ‌ مرة ‌بعد‌ مرة و شيئاً ‌بعد‌ شي‌ء، لأنه‌ كثر و دام‌ ‌لما‌ فار التنور و انهمرت‌ ‌الإرض‌ و السماء بالماء. الباقون‌ بالتخفيف‌ لأنه‌ يأتي‌ ‌علي‌ القليل‌ و الكثير، و ‌في‌ الكلام‌ حذف‌، و تقديره‌ ‌ان‌ نوحاً ‌عليه‌ ‌السلام‌ ‌لما‌ دعا ربه‌ ‌فقال‌ إني‌ مغلوب‌ فانتصر ‌ يا ‌ رب‌ و أهلكهم‌ فأجاب‌ اللّه‌ دعاءه‌ و فتح‌ أبواب‌ السماء بالماء، و معناه‌ أجري‌ الماء ‌من‌ السماء، فجريانه‌ إنما فتح‌ عنه‌ باب‌ ‌کان‌ مانعاً ‌له‌، و ‌ذلک‌ ‌من‌ صنع‌ اللّه‌ ‌ألذي‌ ‌لا‌ يقدر ‌عليه‌ سواه‌. و جاء ‌ذلک‌ ‌علي‌ طريق‌ البلاغة. و الماء المنهمر ‌هو‌ المنصب‌ الكثير ‌قال‌ امرؤ القيس‌:

راح‌ تمر ‌به‌ الصبا ‌ثم‌ انتحي‌        ‌فيه‌ شؤبوب‌ جنوب‌ منهمر[1]

‌ أي ‌ منصب‌ مندفق‌، انهمر ينهمر انهماراً، و فلان‌ ينهمر ‌في‌ كلامه‌، كأنه‌ يتدفق‌ ‌فيه‌ ‌مع‌ كثرته‌.

و ‌قوله‌ «وَ فَجَّرنَا الأَرض‌َ عُيُوناً» فالتفجير تشقيق‌ ‌الإرض‌ ‌عن‌ الماء، و ‌منه‌ انفجر العرق‌ و انفجر السكر، و ‌منه‌ ‌قوله‌ «وَ فَجَّرنا خِلالَهُما نَهَراً»[2] و عيون‌ الماء


[1] الطبري‌ 27/ 49 و القرطبي‌ 17/ 132
[2] ‌سورة‌ 18 الكهف‌ آية 34
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست