و شباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد[1]
و قال آخر:
تري الفجاج بها الركبان معترضا أعناق أبزلها مرخي لها الجدل[2]
و الجديل هو الزمام، و لم يقل مرخيات و لا معترضات «يَخرُجُونَ مِنَ الأَجداثِ» يعني من القبور واحدها جدث و جدف أيضاً لغة، و اللحد جانب القبر و أصله الميل عن الاستواء «كَأَنَّهُم جَرادٌ مُنتَشِرٌ» أي من جراد منتشر من كثرتهم و قوله «مُهطِعِينَ إِلَي الدّاعِ» قال الفراء و ابو عبيدة: مسرعين. و قال قتادة: معناه عامدين بالاهطاع و الإهطاع الاسراع في المشي، يقال: اهطع يهطع إهطاعاً، فهو مهطع، فهؤلاء الكفار يهطعون إلي الداعي بالإلجاء و الإكراه و الاذلال و وصفت الأبصار بالخشوع، لان ذلة الذليل و عزة العزيز تتبين في نظره «يَقُولُ الكافِرُونَ هذا يَومٌ عَسِرٌ» حكاية ما يقوله الكفار يوم القيامة بأنه يوم عسر شديد عليهم ثم قال مثل ما كذبك يا محمّد هؤلاء الكفار و جحدوا نبوتك «كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبدَنا» يعني نوحاً عليه السلام «وَ قالُوا مَجنُونٌ» أي هو مجنون قد غطي علي عقله فزال بآفة تعتريه «و ازدجر» قال إبن زيد: معناه زجر بالشتم و الرمي بالقبيح. و قال غيره: ازدجر بالوعيد، لأنهم توعدوه بالقتل في قوله «لَئِن لَم تَنتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرجُومِينَ»[3] «فدعا» عند ذلک «ربه» فقال يا رب «اني مغلوب» قد غلبني هؤلاء الكفار بالقهر لا بالحجة «فانتصر» منهم بالإهلاك و الدمار نصرة لدينك و نبيك. و قال مجاهد: معني (ازدجر) استطار و استفز جنوناً.