أزف الترحل غير ان ركابنا لما تزل برحالنا و كأن قد[1]
و قال كعب بن زهير:
بان الشباب و امسي الشيب قد أزفا و لا اري لشباب ذاهب خلفا[2]
و إنما سميت القيامة آزفة، و هي الدانية، لان کل آت قريب، فالقيامة قد قربت بالاضافة إلي ما مضي من المدة من لدن خلق اللّه الدنيا. و قوله «لَيسَ لَها مِن دُونِ اللّهِ كاشِفَةٌ» معناه لا يقدر أن يقيمها إلا اللّه وحده، و ليس يجلي عنها و يكشف عنها سواه. و قيل كاشفة أي جامعة كاشفة أي نفس كاشفة، و يجوز ان يکون مصدراً مثل العافية و العاقبة و الواقية، فيكون المعني ليس لها من دون اللّه كشف أي ذهاب أي لا يقدر أحد غير اللّه علي ردها. و قال الحسن: هو مثل قوله «لا يُجَلِّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ»[3] و قيل: كاشفة بمعني الانكشاف كقوله «لَيسَ لِوَقعَتِها كاذِبَةٌ»[4] و مثله «وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلي خائِنَةٍ مِنهُم إِلّا قَلِيلًا مِنهُم»[5] أي خيانة، و السامد اللاهي، يقال دع عنك سمودك أي أمرك، و كأنه المستمر في اللهو، يقال: سمد يسمد سموداً فهو سامد، و قال الشاعر:
قيل قم فانظر اليهم ثم دع عنك السمودا[6]
و يقال للجارية: اسمدي لنا أي غني. و قوله «فَاسجُدُوا لِلّهِ وَ اعبُدُوا» أمر من اللّه تعالي بالسجود له و الصلاة و ان يعبدوه خالصاً مخلصاً لا يشركون به احداً في العبادة، فتعالي اللّه عن ذلک، و في الآية دلالة علي ان السجود- هاهنا- فرض علي ما يذهب اليه أصحابنا لان الأمر يقتضي الوجوب.