responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 309

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ ‌محمّد‌ (47): الآيات‌ 36 ‌الي‌ 38]

إِنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِب‌ٌ وَ لَهوٌ وَ إِن‌ تُؤمِنُوا وَ تَتَّقُوا يُؤتِكُم‌ أُجُورَكُم‌ وَ لا يَسئَلكُم‌ أَموالَكُم‌ (36) إِن‌ يَسئَلكُمُوها فَيُحفِكُم‌ تَبخَلُوا وَ يُخرِج‌ أَضغانَكُم‌ (37) ها أَنتُم‌ هؤُلاءِ تُدعَون‌َ لِتُنفِقُوا فِي‌ سَبِيل‌ِ اللّه‌ِ فَمِنكُم‌ مَن‌ يَبخَل‌ُ وَ مَن‌ يَبخَل‌ فَإِنَّما يَبخَل‌ُ عَن‌ نَفسِه‌ِ وَ اللّه‌ُ الغَنِي‌ُّ وَ أَنتُم‌ُ الفُقَراءُ وَ إِن‌ تَتَوَلَّوا يَستَبدِل‌ قَوماً غَيرَكُم‌ ثُم‌َّ لا يَكُونُوا أَمثالَكُم‌ (38)

ثلاث‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ مزهداً لخلقه‌ ‌في‌ الانعكاف‌ ‌علي‌ الدنيا، و مرغباً ‌لهم‌ ‌في‌ التوفر ‌علي‌ عمل‌ الآخرة (إِنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِب‌ٌ وَ لَهوٌ) و إنما زهدهم‌ ‌في‌ الدنيا لكونها فانية و رغبهم‌ ‌في‌ الآخرة لكونها باقية، فمن‌ اختار الفاني‌ ‌علي‌ الباقي‌ ‌کان‌ جاهلا و منقوصاً و معني‌ (الحَياةُ الدُّنيا لَعِب‌ٌ وَ لَهوٌ) ‌ أي ‌ ذات‌ لعب‌ و لهو، لأن‌ غالب‌ أمر ‌النّاس‌ ‌في‌ الدنيا اللعب‌ و اللهو، و ‌ذلک‌ عبث‌ و غرور و انصراف‌ ‌عن‌ الحد ‌ألذي‌ يدوم‌ ‌به‌ السرور و الحبور، و ‌قيل‌: شبهت‌ باللعب‌ و اللهو لانقطاعها ‌عن‌ صاحبها بسرعة، فالتقدير ‌علي‌ ‌هذا‌ إنما الحياة الدنيا كاللعب‌ و اللهو ‌في‌ سرعة الانقضاء، و الآخرة كالحقيقة ‌في‌ اللزوم‌ و الامتداد، فإحداهما كالحقيقة، و الأخري‌ كالمخرقة. ‌ثم‌ ‌قال‌ (و ‌إن‌ تؤمنوا) بوحدانيته‌ و تصديق‌ رسوله‌ (و تتقوا) معاصيه‌ (يُؤتِكُم‌ أُجُورَكُم‌) ‌علي‌ ‌ذلک‌ و ثوابكم‌ ‌علي‌ طاعتكم‌ (وَ لا يَسئَلكُم‌ أَموالَكُم‌) ‌أن‌ تدفعوها اليه‌. و ‌قيل‌ ‌لا‌ يسألكم‌ أموالكم‌ كلها و ‌إن‌ أوجب‌ عليكم‌ الزكاة ‌في‌ بعض‌ أموالكم‌. و ‌قيل‌ المعني‌ ‌لا‌ يسألكم‌ أموالكم‌ بل‌ أمواله‌، لأنه‌ ‌تعالي‌ مالكها و المنعم‌ بها.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست