خمس آيات بلا خلاف.
قرأ يعقوب «يقدر» بالياء جعله فعلا مستقبلا. الباقون- بالباء- اسم فاعل.
لما حكي اللّه تعالي أن نفراً من الجن استمعوا القرآن و تدبروه و رجعوا به إلي قومهم مخوفين لهم من معاصي اللّه و أنهم قالوا إنا سمعنا كتاباً يعني القرآن انزل من بعد موسي مصدقاً لما بين يديه يعني التوراة يهدي إلي الحق و إلي طريق مستقيم، حكي انهم قالوا ايضاً «يا قَومَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللّهِ» يعنون محمداً صَلي اللّهُ عَليه و آله إذ دعاهم إلي توحيده و خلع الأنداد دونه، و قال قوم: يجوز ان يکون المراد کل من دعا إلي اللّه تعالي. و الاجابة موافقة الفعل الدعاء اليه بأنه عمل من أجله، و لهذا لا تكون موافقة الكافر- و إن کان إذا دعا به- إجابة له إذ لم يعمل من أجل دعائه اليه، و إنما عمل لأمر آخر. و علي هذا قال بعضهم: إنه لا يجيب اللّه دعاء الكافر لان فيه إجلالا له کما لا يعمل شيئاً لأن فيه مفسدة.
فان قيل: لو ان الكافر دعا إلي حق هل تلزم اجابته!
قلنا: يجب العمل بما يدعو اليه، و لا تلزم إجابته، و إنما يجب العمل به، لأنه حق. و قيل: يجوز إجابته إذا لم يكن فيه مفسدة.