وَ لَقَد مَكَّنّاهُم فِيما إِن مَكَّنّاكُم فِيهِ وَ جَعَلنا لَهُم سَمعاً وَ أَبصاراً وَ أَفئِدَةً فَما أَغني عَنهُم سَمعُهُم وَ لا أَبصارُهُم وَ لا أَفئِدَتُهُم مِن شَيءٍ إِذ كانُوا يَجحَدُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ (26) وَ لَقَد أَهلَكنا ما حَولَكُم مِنَ القُري وَ صَرَّفنَا الآياتِ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ (27) فَلَو لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ قُرباناً آلِهَةً بَل ضَلُّوا عَنهُم وَ ذلِكَ إِفكُهُم وَ ما كانُوا يَفتَرُونَ (28) وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَستَمِعُونَ القُرآنَ فَلَمّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنصِتُوا فَلَمّا قُضِيَ وَلَّوا إِلي قَومِهِم مُنذِرِينَ (29) قالُوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتاباً أُنزِلَ مِن بَعدِ مُوسي مُصَدِّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ يَهدِي إِلَي الحَقِّ وَ إِلي طَرِيقٍ مُستَقِيمٍ (30)
خمس آيات بلا خلاف.
يقول اللّه تعالي علي وجه القسم في خبره أنه مكن هؤلاء الكفار الّذين اخبر عنهم بأنه اهلكهم انه مكنهم من الطاعات و من جميع ما أمرهم به من انه جعلهم قادرين متمكنين بنصب الدلالة علي توحيده، و مكنهم من النظر فيها، و رغبهم في ذلک بما ضمن لهم من الثواب و زجرهم عما يستحق به العقاب، و لطف لهم و أزاح عللهم في جميع ذلک، لان التمكين عبارة عن فعل جميع ما لا يتم الفعل إلا معه، ثم قال «وَ جَعَلنا لَهُم سَمعاً» يسمعون به الادلة «وَ أَبصاراً» يشاهدون بها الآيات «وَ أَفئِدَةً» يفكرون بها و يعتبرون بالنظر فيها «فَما أَغني عَنهُم سَمعُهُم وَ لا أَبصارُهُم