responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 268

فيثار فيعلم‌ ‌به‌ ‌ما ‌هو‌ منفعة لكم‌-‌ و ‌هو‌ قول‌ الحسن‌-‌ و ‌قال‌ مجاهد: معناه‌ ‌او‌ علماً تأثرونه‌ ‌عن‌ غيركم‌-‌ و يؤدي‌ أثره‌، و هما لغتان‌: اثره‌ و اثاره‌، و ‌منه‌ الحديث‌ المأثور أي‌ المرفوع‌-‌ يدل‌ ‌علي‌ صحة ‌ما تذهبون‌ اليه‌. و ‌قال‌ ابو بكر و ‌إبن‌ عباس‌: معناه‌ ‌او‌ بقية ‌من‌ علم‌ يشهد بصحة قولكم‌ و صدق‌ دعواكم‌ «إِن‌ كُنتُم‌ صادِقِين‌َ» ‌في‌ ‌ما تذكرونه‌ و تذهبون‌ اليه‌. و يقال‌: اثر الشي‌ء اثارة مثل‌ قبح‌ قباحة و سمح‌ سماحة، ‌قال‌ الراعي‌:

و ذات‌ أثارة أكلت‌ ‌عليه‌

يعني‌ ذات‌ بقية ‌من‌ شحم‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ «وَ مَن‌ أَضَل‌ُّ» أي‌ ‌من‌ أضل‌ ‌عن‌ طريق‌ الصواب‌ «مِمَّن‌ يَدعُوا مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ» ‌ أي ‌ يضرع‌ اليه‌ و يوجه‌ عبادته‌ ‌إلي‌ «مَن‌ لا يَستَجِيب‌ُ لَه‌ُ إِلي‌ يَوم‌ِ القِيامَةِ» ‌مع‌ ظهور الدلالة ‌علي‌ توحيد اللّه‌ و وضوح‌ آثار نعمه‌ ‌علي‌ خلقه‌ «وَ هُم‌» ‌مع‌ ‌ذلک‌ «عَن‌ دُعائِهِم‌» إياهم‌ «غافِلُون‌َ» أي‌ ذاهبون‌ ‌عن‌ الفكر ‌فيه‌، لأنهم‌ ‌لا‌ يعقلون‌ و ‌لا‌ يفقهون‌. و الغفلة ذهاب‌ المعني‌ ‌عن‌ نفس‌ العاقل‌ بمعني‌ يمتنع‌ ‌به‌ إدراكه‌. و ضده‌ اليقظة، و ‌هو‌ حضور المعني‌ لنفس‌ العاقل‌ ‌بما‌ يجد إدراكه‌، و انما كني‌ ‌عن‌ الأصنام‌ بالواو و النون‌ ‌مع‌ أنها ‌لا‌ تعقل‌ ‌لما‌ أضاف‌ اليها ‌ما ‌يکون‌ ‌من‌ العقلاء، كني‌ عنها بكناياتهم‌، ‌کما‌ ‌قال‌ «وَ الشَّمس‌َ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم‌ لِي‌ ساجِدِين‌َ»[1] و ‌قوله‌ «كُل‌ٌّ فِي‌ فَلَك‌ٍ يَسبَحُون‌َ»[2].

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأحقاف‌ (46): الآيات‌ 6 ‌الي‌ 10]

وَ إِذا حُشِرَ النّاس‌ُ كانُوا لَهُم‌ أَعداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم‌ كافِرِين‌َ (6) وَ إِذا تُتلي‌ عَلَيهِم‌ آياتُنا بَيِّنات‌ٍ قال‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا لِلحَق‌ِّ لَمّا جاءَهُم‌ هذا سِحرٌ مُبِين‌ٌ (7) أَم‌ يَقُولُون‌َ افتَراه‌ُ قُل‌ إِن‌ِ افتَرَيتُه‌ُ فَلا تَملِكُون‌َ لِي‌ مِن‌َ اللّه‌ِ شَيئاً هُوَ أَعلَم‌ُ بِما تُفِيضُون‌َ فِيه‌ِ كَفي‌ بِه‌ِ شَهِيداً بَينِي‌ وَ بَينَكُم‌ وَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم‌ُ (8) قُل‌ ما كُنت‌ُ بِدعاً مِن‌َ الرُّسُل‌ِ وَ ما أَدرِي‌ ما يُفعَل‌ُ بِي‌ وَ لا بِكُم‌ إِن‌ أَتَّبِع‌ُ إِلاّ ما يُوحي‌ إِلَي‌َّ وَ ما أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُبِين‌ٌ (9) قُل‌ أَ رَأَيتُم‌ إِن‌ كان‌َ مِن‌ عِندِ اللّه‌ِ وَ كَفَرتُم‌ بِه‌ِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن‌ بَنِي‌ إِسرائِيل‌َ عَلي‌ مِثلِه‌ِ فَآمَن‌َ وَ استَكبَرتُم‌ إِن‌َّ اللّه‌َ لا يَهدِي‌ القَوم‌َ الظّالِمِين‌َ (10)


[1] ‌سورة‌ 12 يوسف‌ آية 4
[2] ‌سورة‌ 36 يس‌ آية 40
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست