responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 198

خمس‌ آيات‌ بلا خلاف‌. قرأ حمزة و الكسائي‌ و ابو عمرو و حفص‌ ‌عن‌ عاصم‌ (جاءنا) بالتوحيد.

الباقون‌ (جاءانا) ‌علي‌ التثنية. ‌من‌ قرأ ‌علي‌ التثنية أراد الكافر و قرينه‌ ‌من‌ الشياطين‌ كقوله‌ (وَ إِذَا النُّفُوس‌ُ زُوِّجَت‌)[1] ‌ أي ‌ قرنت‌ بنظيرها. و ‌من‌ أفرد ‌قال‌: لأن‌ الكافر ‌هو‌ ‌ألذي‌ أفرد بالخطاب‌ ‌في‌ الدنيا و أقيمت‌ ‌عليه‌ الحجة بإنفاذ الرسول‌ اليه‌ فاجتزي‌ بالواحد ‌عن‌ الاثنين‌، ‌کما‌ ‌قال‌ (لَيُنبَذَن‌َّ فِي‌ الحُطَمَةِ)[2] و المراد لينبذان‌ يعني‌ ‌هو‌ و ماله‌. و قرأ يعقوب‌ و العليمي‌ (يقيض‌) بالياء ‌علي‌ لفظ الخبر ‌عن‌ الغائب‌. الباقون‌ بالنون‌ ‌علي‌ وجه‌ الخبر ‌عن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ (وَ مَن‌ يَعش‌ُ عَن‌ ذِكرِ الرَّحمن‌ِ) ‌ أي ‌ يعرض‌ ‌عن‌ ذكر اللّه‌ ‌لا‌ ظلامه‌ ‌عليه‌ لجهله‌، يقال‌: عشا يعشو عشواً و عشوّاً ‌إذا‌ ضعف‌ بصره‌ و أظلمت‌ عينه‌ كأن‌ عليها غشاوة ‌قال‌ الشاعر:

متي‌ تأته‌ تعشو ‌إلي‌ ضوء ناره‌        تجد حطباً جزلا و ناراً تأججا[3]

و ‌إذا‌ ذهب‌ بصره‌ ‌قيل‌: عشي‌ يعشي‌ عشاء، و ‌منه‌ رجل‌ أعشي‌ و امرأة


[1] ‌سورة‌ 81 كورت‌ آية 7
[2] ‌سورة‌ 104 الهمزة آية 4
[3] تفسير الطبري‌ 25/ 39 و الكتاب‌ لسيبويه‌ 1/ 396
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست