responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 123

و ‌في‌ قراءة ‌عبد‌ اللّه‌ (‌ذلک‌ جزاء أعداء اللّه‌ النار دار الخلد)، فهذا ‌بين‌ ‌لا‌ شي‌ء ‌فيه‌ لأن‌ الدار ‌هي‌ النار، فأعداء اللّه‌ العصاة ‌الّذين‌ يعاديهم‌ اللّه‌-‌ عز و جل‌-‌ و ليس‌ ‌هو‌ ‌من‌ عداوة الإنسان‌ لغيره‌ ‌إلا‌ ‌أن‌ يراد ‌به‌ ‌أنه‌ يعمل‌ عمل‌ المعادي‌، ‌کما‌ ‌قال‌ (يُخادِعُون‌َ اللّه‌َ وَ الَّذِين‌َ آمَنُوا ...)[1].

‌ثم‌ حكي‌ ‌ما يقول‌ الكفار ايضاً، فإنهم‌ يقولون‌

(رَبَّنا أَرِنَا الَّذَين‌ِ أَضَلّانا مِن‌َ الجِن‌ِّ وَ الإِنس‌ِ)

‌قيل‌: أراد ‌به‌ إبليس‌ الأبالسة و ‌هو‌ رأس‌ الشياطين‌، و ‌إبن‌ آدم‌ ‌ألذي‌ قتل‌ أخاه‌، و ‌هو‌ قابيل‌.‌علي‌ روي‌ ‌ذلک‌ ‌عن‌ علي‌ ‌عليه‌ ‌السلام‌

، لأن‌ قابيل‌ أسس‌ الفساد ‌في‌ ولد آدم‌. و ‌قيل‌: ‌هم‌ الدعاة ‌إلي‌ الضلال‌ ‌من‌ الجن‌ و الانس‌.

و ‌قوله‌ (نَجعَلهُما تَحت‌َ أَقدامِنا) انهم‌ لشدة عداوتهم‌ و بغضهم‌ ‌لهم‌ ‌بما‌ أضلوهم‌ و أغووهم‌ يتمنون‌ ‌ان‌ يجعلوهما تحت‌ أقدامهم‌ و يطؤهم‌ (لِيَكُونا مِن‌َ الأَسفَلِين‌َ) و ‌قيل‌: المعني‌ فيكونا ‌في‌ الدرك‌ الأسفل‌ ‌من‌ النار.

و ‌قوله‌ (إِن‌َّ الَّذِين‌َ قالُوا رَبُّنَا اللّه‌ُ ثُم‌َّ استَقامُوا) اخبار ‌منه‌ ‌تعالي‌ ‌أن‌ ‌الّذين‌ يقرون‌ بلسانهم‌ بتوحيد اللّه‌ و يصدقون‌ أنبياءه‌ و يعترفون‌ باللّه‌ (يقولون‌ ربنا اللّه‌ ‌ثم‌ استقاموا) ‌ أي ‌ استمروا ‌علي‌ ‌ما توجبه‌ الربوبية. و ‌قال‌ الحسن‌ و قتادة و ‌إبن‌ زيد: معناه‌ ‌ثم‌ استقاموا ‌علي‌ طاعة اللّه‌ (تَتَنَزَّل‌ُ عَلَيهِم‌ُ المَلائِكَةُ) ‌قال‌ مجاهد و السدي‌: يعني‌ عند الموت‌. و ‌قال‌ الحسن‌: تتنزل‌ ‌عليهم‌ الملائكة تستقبلهم‌ ‌إذا‌ خرجوا ‌من‌ قبورهم‌ ‌في‌ الموقف‌ بالبشارة. و يقولون‌ ‌لهم‌ (‌لا‌ تخافوا) عقاب‌ اللّه‌ «وَ لا تَحزَنُوا» لفوات‌ الثواب‌ (وَ أَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي‌ كُنتُم‌ تُوعَدُون‌َ) بها ‌في‌ دار الدنيا جزاء ‌علي‌ الطاعات‌. و موضع‌ (‌أن‌ ‌لا‌ تخافوا) النصب‌ و تقديره‌ تتنزل‌ ‌عليهم‌ و الملائكة بأن‌ ‌لا‌ تخافوا، فلما حذف‌ الباء نصب‌، و ‌في‌ قراءة ‌عبد‌ اللّه‌ (‌لا‌ تخافوا) بلا (‌أن‌)


[1] ‌سورة‌ 2 البقرة آية 9
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست