روي عن النبي صَلي اللّهُ عليه و آله انه قال (إن اللّه خلق الإرض يوم الأحد و الاثنين و خلق الجبال يوم الثلاثاء و خلق الشجر و الماء و العمران و الخراب يوم الأربعاء فتلك اربعة ايام و خلق يوم الخميس السماء و خلق يوم الجمعة الشمس و القمر و النجوم و الملائكة و آدم).
و قال الحسن و السدي: و إبن زيد «قَدَّرَ فِيها أَقواتَها» أي أرزاقها. و قال قتادة: معناه قدر فيها ما فيه صلاحها. قال ابو عبيدة: الأقوات جمع قوت و هي أرزاق الخلق و ما يحتاجون اليه. و قيل: إنما خلق ذلک شيئاً بعد شيء في هذه الأربعة ايام لتعتبر به الملائكة و قيل: لاعتبار العباد في الاخبار عن ذلک إذا تصوروه علي تلك الحال. و قال الزجاج: الوجه فيه تعليم الخلق التأني في الأمور و ألا يستعجلوا فيها بأن اللّه تعالي کان قادراً علي ان يخلق ذلک في لحظة، لكن خلقها في هذه المدة لما قلنا. و قال قوم إنما خلق ذلک في هذه المدة ليعتبروا بذلك علي انها صادرة من قادر مختار عالم بالمصالح و بوجوه الأحكام إذ لو کان صادراً عن مطبوع او موجب لحصلت في حالة واحدة. و قال الزجاج:
و قوله «سَواءً لِلسّائِلِينَ» قال قتادة و السدي: معناه سواء للسائلين عن ذلک لأن كلا يطلب القوت و يسأله. و في قراءة عبد اللّه «و قسم فيها أقواتها» و معناه خلق في هذه البلدة ما ليس في هذه ليتعايشوا و يتجروا. و من نصب (سواء) فعلي تقدير استوت سواء و استواء لمن سأل في كم خلقت السموات
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 108