responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 421

دُعاءَكُم‌) ‌ أي ‌ ‌هم‌ بحيث‌ ‌لا‌ يسمعونه‌ ‌او‌ ‌هم‌ مشتغلون‌ عنهم‌ ‌لا‌ يلتفتون‌ اليهم‌ و ‌لا‌ يصغون‌ و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ المراد بها الأصنام‌ و ‌يکون‌ ‌ما يظهرونه‌ ‌من‌ بطلان‌ ‌ما ظنوه‌ كفراً بشركهم‌ و جحداً ‌له‌ ‌کما‌ حصل‌ ‌ما ‌في‌ الجماد ‌من‌ الدلالة ‌علي‌ ‌الله‌ مسبحاً ‌له‌ و ‌هو‌ كقولهم‌: سل‌ ‌الإرض‌ ‌من‌ شق‌ أنهارك‌ و غرس‌ أشجارك‌ و جني‌ ثمارك‌، فان‌ ‌لم‌ تجبك‌ حواراً اجابتك‌ اعتباراً (و ‌لا‌ ينبئك‌) ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ بالشي‌ء ‌علي‌ حقيقته‌ (مثل‌ خبير) عالم‌ ‌بما‌ اخبر، و ‌الله‌ ‌تعالي‌ ‌هو‌ العالم‌ بالأشياء ‌علي‌ حقائقها.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌أن‌که‌ (يا أَيُّهَا النّاس‌ُ أَنتُم‌ُ الفُقَراءُ إِلَي‌ اللّه‌ِ) اي‌ محتاجون‌ اليه‌أن‌که‌ (وَ اللّه‌ُ هُوَ الغَنِي‌ُّ) ‌عن‌ جميع‌ المخلوقات‌ ‌لا‌ تجوز ‌عليه‌ الحاجة، لأنه‌ ليس‌ بجسم‌ فالحاجة ‌من‌ صفة الأجسام‌ (الحميد) يعني‌ المحمود المستحق‌ للحمد ‌علي‌ جميع‌ أفعاله‌، و ‌الله‌ ‌تعالي‌ ‌لا‌ يفعل‌ ‌إلا‌ ‌ما يستحق‌ ‌به‌ حمداً.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌عن‌ قدرته‌ ‌فقال‌ (إِن‌ يَشَأ يُذهِبكُم‌) معاشر الخلق‌ و يفنيكم‌ (وَ يَأت‌ِ بِخَلق‌ٍ) آخر (جديد) و ‌هو‌ ‌ما ‌کان‌ قريب‌ عهد بانقطاع‌ العمل‌ عنه‌، و أصله‌ القطع‌ ‌من‌ جده‌ يجده‌ ‌إذا‌ قطعه‌. و الجد ابو الأب‌ لانقطاعه‌ ‌عن‌ الولادة بالأب‌ و الجد المضي‌ ‌فيه‌ بقطعه‌ أولا أولا ‌من‌ ‌غير‌ تفتير (وَ ما ذلِك‌َ عَلَي‌ اللّه‌ِ بِعَزِيزٍ) ‌ أي ‌ بممتنع‌ فالعزيز المنيع‌ بوجه‌ ‌من‌ الوجوه‌ ‌ألذي‌ يتعذر معها الفعل‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ فاطر (35): الآيات‌ 18 ‌الي‌ 23]

وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري‌ وَ إِن‌ تَدع‌ُ مُثقَلَةٌ إِلي‌ حِملِها لا يُحمَل‌ مِنه‌ُ شَي‌ءٌ وَ لَو كان‌َ ذا قُربي‌ إِنَّما تُنذِرُ الَّذِين‌َ يَخشَون‌َ رَبَّهُم‌ بِالغَيب‌ِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَن‌ تَزَكّي‌ فَإِنَّما يَتَزَكّي‌ لِنَفسِه‌ِ وَ إِلَي‌ اللّه‌ِ المَصِيرُ (18) وَ ما يَستَوِي‌ الأَعمي‌ وَ البَصِيرُ (19) وَ ‌لا‌ الظُّلُمات‌ُ وَ ‌لا‌ النُّورُ (20) وَ ‌لا‌ الظِّل‌ُّ وَ ‌لا‌ الحَرُورُ (21) وَ ما يَستَوِي‌ الأَحياءُ وَ ‌لا‌ الأَموات‌ُ إِن‌َّ اللّه‌َ يُسمِع‌ُ مَن‌ يَشاءُ وَ ما أَنت‌َ بِمُسمِع‌ٍ مَن‌ فِي‌ القُبُورِ (22)

إِن‌ أَنت‌َ إِلاّ نَذِيرٌ (23)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست