responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 402

لاختلاف‌ الفائدة، لأن‌ الاول‌ ‌علي‌ معني‌ ‌إن‌ ربي‌ يبسط الرزق‌ لمن‌ يشاء و يقدر ‌من‌ ‌غير‌ ‌أن‌ يعلم‌ اكثر ‌النّاس‌ ‌لم‌ فعل‌ ‌ذلک‌، و الثاني‌-‌ بمعني‌ ‌أن‌ ربي‌ يبسط الرزق‌ لمن‌ يشاء و يقدر ‌له‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌ما أنفقه‌ ‌في‌ أبواب‌ البر فاللّه‌ يخلفه‌ ‌عليه‌ و ‌هو‌ ‌قوله‌ «وَ ما أَنفَقتُم‌ مِن‌ شَي‌ءٍ فَهُوَ يُخلِفُه‌ُ» ‌ أي ‌ يعطيكم‌ عوضه‌، و ليس‌ المراد ‌ان‌ يخلف‌ ‌في‌ دار الدنيا ‌علي‌ ‌کل‌ حال‌، لان‌ اللّه‌ يفعل‌ ‌ذلک‌ بحسب‌ المصلحة، و إنما أراد انه‌ يعوض‌ ‌عليه‌ إما ‌في‌ الدنيا بأن‌ يخلف‌ بدله‌ ‌او‌ يثيب‌ ‌عليه‌ «وَ هُوَ خَيرُ الرّازِقِين‌َ» ‌ أي ‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ خير ‌من‌ يرزق‌ غيره‌، لأنه‌ يقال‌:

رزق‌ السلطان‌ الجند، ‌ثم‌ ‌قال‌ (وَ يَوم‌َ يَحشُرُهُم‌ جَمِيعاً) يعني‌ يوم القيامة ‌ألذي‌ يبعث‌ اللّه‌ ‌فيه‌ الخلائق‌ (ثُم‌َّ يَقُول‌ُ لِلمَلائِكَةِ) ‌الّذين‌ عبدهم‌ جماعة ‌من‌ الكفار (ا هؤلاء) يعني‌ الكفار ‌الّذين‌ عبدوهم‌ (إِيّاكُم‌ كانُوا يَعبُدُون‌َ) ‌علي‌ وجه‌ التقرير ‌لهم‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ بلفظ الاستفهام‌، ‌کما‌ ‌قال‌ لعيسي‌ (أَ أَنت‌َ قُلت‌َ لِلنّاس‌ِ اتَّخِذُونِي‌ وَ أُمِّي‌ إِلهَين‌ِ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ)[1] و قرأ حفص‌ (و يوم يحشرهم‌ ‌ثم‌ يقول‌) بالياء ردّاً ‌علي‌ ‌قوله‌ (قل‌ ‌ان‌ ربي‌) الباقون‌ بالنون‌ ‌علي‌ الجمع‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ سبإ (34): الآيات‌ 41 ‌الي‌ 45]

قالُوا سُبحانَك‌َ أَنت‌َ وَلِيُّنا مِن‌ دُونِهِم‌ بَل‌ كانُوا يَعبُدُون‌َ الجِن‌َّ أَكثَرُهُم‌ بِهِم‌ مُؤمِنُون‌َ (41) فَاليَوم‌َ لا يَملِك‌ُ بَعضُكُم‌ لِبَعض‌ٍ نَفعاً وَ لا ضَرًّا وَ نَقُول‌ُ لِلَّذِين‌َ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذاب‌َ النّارِ الَّتِي‌ كُنتُم‌ بِها تُكَذِّبُون‌َ (42) وَ إِذا تُتلي‌ عَلَيهِم‌ آياتُنا بَيِّنات‌ٍ قالُوا ما هذا إِلاّ رَجُل‌ٌ يُرِيدُ أَن‌ يَصُدَّكُم‌ عَمّا كان‌َ يَعبُدُ آباؤُكُم‌ وَ قالُوا ما هذا إِلاّ إِفك‌ٌ مُفتَري‌ً وَ قال‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا لِلحَق‌ِّ لَمّا جاءَهُم‌ إِن‌ هذا إِلاّ سِحرٌ مُبِين‌ٌ (43) وَ ما آتَيناهُم‌ مِن‌ كُتُب‌ٍ يَدرُسُونَها وَ ما أَرسَلنا إِلَيهِم‌ قَبلَك‌َ مِن‌ نَذِيرٍ (44) وَ كَذَّب‌َ الَّذِين‌َ مِن‌ قَبلِهِم‌ وَ ما بَلَغُوا مِعشارَ ما آتَيناهُم‌ فَكَذَّبُوا رُسُلِي‌ فَكَيف‌َ كان‌َ نَكِيرِ (45)


[1] ‌سورة‌ 5 المائدة آية 119.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست