اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 8 صفحة : 401
ثم قال تعالي «وَ ما أَموالُكُم» أي ليس أموالكم الّتي خولتموها «وَ لا أَولادُكُم» الّتي رزقتموها «بِالَّتِي تُقَرِّبُكُم عِندَنا زُلفي» قال الفراء: (الّتي) يجوز أن يقع علي الأموال و الأولاد، لان الأولاد يعبر عنها ب (الّتي)، و قال غيره: جاء الخبر بلفظ أحدهما- و إن دخل فيه الآخر، و لو قال بالذي يقربكم لكان جائزاً و (زلفي) قربي، و إنما يقربكم اليه تعالي أفعالكم الجميلة و طاعاته الحسنة. ثم قال «إِلّا مَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً» معناه، لكن من آمن باللّه و عرفه و صدق نبيه و عمل الصالحات الّتي أمره بها، و انتهي عن القبائح الّتي نهاه عنها، فان لهؤلاء «جَزاءُ الضِّعفِ بِما عَمِلُوا» و معناه انه تعالي يجازيهم أضعاف ما عملوا، فانه يعطي بالواحد عشرة، و الضعف من الاضعاف، لأنه اسم جنس يدل علي القليل و الكثير.
و يجوز في اعراب (جزاء) أربعة أوجه: الرفع و النصب بالتنوين و تركه.
و في (الضعف) ثلاثة أوجه: الجر و النصب و الرفع، إلا أن القراءة بوجه واحد و هو رفع (جزاء) علي الاضافة بلا تنوين، و جر «الضعف» بالاضافة اليه.
ثم قال إن هؤلاء مع أن لهم جزاء الضعف علي ما عملوه «هُم فِي الغُرُفاتِ» جمع غرفة و هي العلية «آمنون» فيها لا يخافون شيئاً مما يخاف مثله في دار الدنيا.
ثم قال «وَ الَّذِينَ يَسعَونَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ» أي مسابقين: في من قرأه بألف. و مثبطين غيرهم عن أفعال الخير عند من قرأه بغير ألف «أُولئِكَ فِي العَذابِ مُحضَرُونَ» أي يحصلون في عذاب النار.
ثم قال «قل» يا محمّد «إِنَّ رَبِّي يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ» أي يوسعه «و يقدر» أي يضيقه لمن يشاء. و إنما كرر قوله «قُل إِنَّ رَبِّي يَبسُطُ الرِّزقَ»
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 8 صفحة : 401