اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 8 صفحة : 38
كذا أي قدر.
ثم اخبر تعالي أنهم يتمنون فيقولون «فَلَو أَنَّ لَنا كَرَّةً» أي رجعة الي دار التكليف «فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ» و انما جاز التمني ب (لو)، لأنه للتقدير، کما أن التمني ب (ليت) مثل ذلک لتقدير المعني، إلا أن التقدير ب (لو) لموجب غيره و التقدير ب (ليت) للامتناع بالمقدر، و انما جاز جواب التمني، لان المعني متصور بالتمني غير انه إذا کان بالفاء، فهو نصب، فلذلك نصب (فنكون) لأن الفاء إذا صرفت عن العطف أضمر معها (ان) للاشعار بالصرف.
ثم قال تعالي «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً» أي ان فيما قصصناه، و ذكرناه لدلالة لمن نظر فيها و اعتبر بها، لكن أكثرهم لا يعتبرون بها، و لا يؤمنون بها، و أخبر «إِنَّ رَبَّكَ» يا محمّد «لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ» و إنما جمع بين الصفتين: العزيز و الرحيم، ليرغب في طلب ما عند اللّه أتم الترغيب من حيث هو عظيم الرحمة واسع المقدور، منيع من معاجزة غيره. و قيل في وجه اخبارهم بأنهم يكونون مؤمنين لو ردوا إلي دار التكليف قولان: