و تقديره و ظعني حضني الليل اليك. و قال الآخر:
كأن هنداً ثناياها و بهجتها يوم التقينا علي أدحال دباب[1]
و المعني كأن ثنايا هند و بهجة هند. و قوله «وَ بَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ مِن طِينٍ» أي ابتدأ خلق الإنسان من طين، يريد انه خلق آدم ألذي هو أول الخلق من طين، لأن اللّه تعالي خلق آدم من تراب، فقلبه طيناً، ثم قلب الطين حيواناً، و كذلك قال «إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ»[2] و قال- هاهنا- و «وَ بَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ مِن طِينٍ» و کل ذلک لما في التصريفين دليل و قوله «ثُمَّ جَعَلَ نَسلَهُ مِن سُلالَةٍ» يعني نسل الإنسان ألذي هو آدم و ولده من سلالة، و هي الصفوة الّتي تنسل من غيرها خارجة، قال الشاعر:
فجاءت به عضب الأديم غضنفراً سلالة فرج کان غير حصين[3]
«مِن ماءٍ مَهِينٍ» قال قتادة: المهين الضعيف. و هو (فعيل) من المهنة.
و قوله «ثُمَّ سَوّاهُ» أي عدله و رتب جوارحه «وَ نَفَخَ فِيهِ» يعني في ذلک المخلوق (من روحه) فأضافه الي نفسه اضافة اختصاص و إضافة ملك علي وجه التشريف. ثم قال «وَ جَعَلَ لَكُمُ» معاشر الخلق «السمع» لتسمعوا به الأصوات «و الأبصار» لتبصروا بها المرئيات «و الافئدة» أي و خلق لكم القلوب لتعقلوا بها (قَلِيلًا ما تَشكُرُونَ) أي تشكرون نعم اللّه قليلا من كثير و (ما) زائدة، و يجوز ان تكون مصدرية، و التقدير قليلا شكركم، لأن نعم