بنيت علي (فعلي) فلم تصرف نحو (تتري) كأنه قال و إن كلا جميعاً ليوفينهم.
الخامس- قراءة الزهري (لما) بالتنوين بمعني شديداً، كقوله «وَ تَأكُلُونَ التُّراثَ أَكلًا لَمًّا»[1].
و اللام في قوله (لما) يحتمل أن تكون لام القسم دخلت علي (ما) الّتي للتوكيد، و يحتمل أن تكون لام الابتداء دخلت علي (ما) بمعني ألذي، كقوله «فَانكِحُوا ما طابَ لَكُم مِنَ النِّساءِ»[2] و مثله «وَ إِنَّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطِّئَنَّ»[3] قال الشاعر:
فلو ان قومي لم يكونوا أعزة لبعد لقد لاقيت لا بد مصرعا[4]
و حكي عن العرب اني لبحمد اللّه لصالح قال أبو علي من قرأ بتشديد (إن) و تخفيف (لما) فوجهه بين، و هو انه نصب (كلا) ب (إن) و (إن) تقتضي أن يدخل علي خبرها أو اسمها لام، فدخلت هذه اللام و هي لام الابتداء علي الخبر في قوله «وَ إِنَّ كُلًّا لَمّا» و قد دخلت الخبر لام اخري و هي الّتي يتلقي بها القسم، و تختص بالدخول علي الفعل و يلزمها في اكثر الامن النونين، فلما اجتمعت اللامان و اتفقا في تلقي القسم، و اتفقا في اللفظ فصل بينهما، کما فصل بين (إن) و اللام، فدخلت (ما) لهذا المعني، و ان كانت زائدة للفصل، کما جاءت النون- و إن كانت زائدة- في قوله «فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ»[5] و کما صارت عوضاً من الفعل في قولهم: أما لي، فهذا بين، و يلي هذا الوجه في البيان قول من خفف (ان) و نصب (كلا) و خفف (لما)، کما قال الشاعر:
كأن ثدييه حقان[6]