responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 524

«سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً[1] «دَعَوا هُنالِك‌َ ثُبُوراً»[2] قلنا عنه‌ جوابان‌:

أحدهما‌-‌ انهم‌ يحشرون‌ كذلك‌، ‌ثم‌ يجعلون‌ يبصرون‌ و يشهدون‌ و ينطقون‌.

الثاني‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و الحسن‌: إنهم‌ عمي‌ عمَّا يسرهم‌، بكم‌ ‌عن‌ التكلم‌ ‌بما‌ ينفعهم‌ صم‌ عما يمتعهم‌ «مَأواهُم‌ جَهَنَّم‌ُ» ‌ أي ‌ مستقرهم‌.

فإن‌ ‌قيل‌: ‌لم‌ جاز ‌أن‌ يكونوا عمياً ‌عن‌ العذاب‌ يوم القيامة، و ‌لم‌ يجز ‌أن‌ يكونوا جهالًا ‌به‌!.

قلنا: لان‌ الجاهل‌ ‌به‌ ‌لا‌ يجد ‌من‌ ألمه‌ ‌ما يجده‌ العالم‌، و لأن‌ الحكمة تقتضي‌ إعلامه‌ ‌أن‌ عقابه‌ ‌من‌ أجل‌ جرمه‌، لأنه‌ واقع‌ موقع‌ التوبيخ‌ ‌له‌، و موقع‌ الزجر ‌في‌ الخبر ‌به‌.

و ‌قوله‌ «‌ذلک‌» يعني‌ ‌ما قدم‌ ذكره‌ ‌من‌ العقاب‌ «جزاؤهم‌» استحقوه‌ بكفرهم‌ بآيات‌ اللّه‌.

و ‌قوله‌ «إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً» مثل‌ التراب‌ متحطمين‌ مترّضضين‌ «أَ إِنّا لَمَبعُوثُون‌َ خَلقاً جَدِيداً» و إنما قالوا ‌ذلک‌، لانكارهم‌ الحشر و البعث‌ يوم القيامة و الثواب‌ و العقاب‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ «أَ وَ لَم‌ يَرَوا» يعني‌ هؤلاء الكفار «أَن‌َّ اللّه‌َ الَّذِي‌ خَلَق‌َ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌َ» لأنهم‌ كانوا مقرين‌ بأن‌ اللّه‌ خالقهما، «قادِرٌ عَلي‌ أَن‌ يَخلُق‌َ مِثلَهُم‌» لأن‌ القادر ‌علي‌ الشي‌ء قادر ‌علي‌ أمثاله‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ ‌له‌ مثل‌ و أمثال‌ ‌في‌ الجنس‌ «وَ جَعَل‌َ لَهُم‌ أَجَلًا» يعيشون‌ اليه‌ و يحشرون‌ عنده‌، ‌لا‌ شك‌ ‌فيه‌. و ‌قال‌ الجبائي‌: جعل‌ اللّه‌ ‌لهم‌ أجلًا لمعادهم‌ و حشرهم‌ ‌لا‌ شك‌ ‌فيه‌.

‌ثم‌ أخبر ‌تعالي‌ ‌فقال‌ «فَأَبَي‌ الظّالِمُون‌َ» لنفوسهم‌ الباخسون‌ حقها بفعل‌ المعاصي‌ «إِلّا كُفُوراً» ‌ أي ‌ كفروا و جحدوا بآيات‌ اللّه‌ و نعمه‌.

و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ ‌ان‌ القادر ‌علي‌ الشي‌ء قادر ‌علي‌ جنس‌ مثله‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ ‌له‌ مثل‌.

و ‌فيه‌ دلالة ‌علي‌ ‌أنه‌ يجب‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ قادراً ‌علي‌ ضده‌، لأن‌ منزلته‌ ‌في‌ المقدور منزلة


(1، 2) ‌سورة‌ 25 الفرقان‌ آية 12‌-‌ 13
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 524
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست