responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 523

ثلاث‌ آيات‌.

‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ ‌قوله‌ «مَن‌ يَهدِ اللّه‌ُ فَهُوَ المُهتَدِ» قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌من‌ يحكم‌ اللّه‌ بهدايته‌ و تسميته‌ بها بإخلاصه‌ الطاعة، فهو المهتدي‌ ‌في‌ الحقيقة، و ‌فيه‌ دعاء ‌الي‌ الاهتداء، و ترغيب‌ ‌فيه‌ و حث‌ ‌عليه‌. و ‌فيه‌ معني‌ الامر ‌به‌.

الثاني‌-‌ ‌من‌ يهديه‌ اللّه‌ ‌الي‌ طريق‌ الجنة، فهو المهتدي‌ اليها.

و ‌قوله‌ «وَ مَن‌ يُضلِل‌» يحتمل‌ ايضاً أمرين‌:

أحدهما‌-‌ ‌من‌ يحكم‌ اللّه‌ بضلاله‌ و تسميته‌ ضالًا بسوء اختياره‌ للضلالة فإنه‌ ‌لا‌ ينفعه‌ ولاية ولي‌ّ ‌له‌، فلو تولّاه‌ ‌لم‌ يعتد بتوليه‌، لأنه‌ ‌من‌ اللغو ‌ألذي‌ ‌لا‌ منزلة ‌له‌، و لذلك‌ حسن‌ ‌أن‌ ينفي‌، بمنزلة ‌ما ‌لم‌ يكن‌.

و الثاني‌-‌ ‌من‌ يضله‌ اللّه‌ ‌عن‌ طريق‌ الجنة، و أراد عقابه‌ ‌علي‌ معاصيه‌ ‌لم‌ يوجد ‌له‌ ناصر يمنعه‌ ‌من‌ عقابه‌.

‌ثم‌ أخبر ‌عن‌ صفة حشرهم‌ ‌الي‌ أرض‌ القيامة، يعني‌ الكفار، إنه‌ يحشرهم‌ «يوم القيامة» مجرورين‌ «عَلي‌ وُجُوهِهِم‌ عُمياً» ‌کما‌ عموا ‌عن‌ الحق‌ ‌في‌ الدنيا «بكما» جزاء ‌علي‌ سكوتهم‌ ‌عن‌ كلمة الإخلاص‌ «و صما» لتركهم‌ سماع‌ الحق‌ و اصغائهم‌ ‌إلي‌ الباطل‌ «كُلَّما خَبَت‌» النار، و الخبوة هدوء النار ‌عن‌ الالتهاب‌ خبت‌ النار تخبو خبواً ‌إذا‌ سكنت‌، و المعني‌: كلما سكنت‌ التهبت‌ و استعرت‌، و ‌ذلک‌ ‌من‌ ‌غير‌ نقصان‌ آلام‌ أهلها، ‌قال‌ عدي‌ ‌بن‌ زيد:

وسطه‌ كالسراج‌ ‌أو‌ سرح‌ المجدل‌        حيناً يخبو و حيناً يغير[1]

فان‌ ‌قيل‌: كيف‌ يحشرهم‌ اللّه‌ يوم القيامة ‌علي‌ وجوههم‌ عمياً و بكماً و صماً، ‌مع‌ ‌قوله‌ «وَ رَأَي‌ المُجرِمُون‌َ النّارَ، فَظَنُّوا أَنَّهُم‌ مُواقِعُوها»[2] و ‌قوله‌


[1] تفسير الطبري‌ 15: 105
[2] ‌سورة‌ 15 الكهف‌ آية 54
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 523
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست