responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 520

ظاهره‌. و معني‌ «قبيلًا» ‌قال‌ الفراء: معناه‌ كفيلًا بذلك‌، يقال‌ قبلت‌ و كفلت‌، و زعمت‌ و حملت‌ قبِلَه‌. و ‌قال‌ غيره‌: يعني‌ مقابلة. و ‌قال‌ قتادة و ‌إبن‌ جريج‌ و الزجاج‌:

معناه‌ نعاينهم‌ معاينة، ‌قال‌ الشاعر:

نصالحكم‌ ‌حتي‌ تبوءوا بمثلها        كصرخة حبلي‌ بشّرتها قبيلها[1]

اي‌ قابلتها، و ‌هي‌ مقابلة لها، و العرب‌ تجريه‌ ‌في‌ ‌هذا‌ المعني‌ مجري‌ المصدر ‌فلا‌ يثني‌ و ‌لا‌ يجمع‌ و ‌لا‌ يؤنث‌.

و ‌قوله‌ «أَو يَكُون‌َ لَك‌َ بَيت‌ٌ مِن‌ زُخرُف‌ٍ» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌، و مجاهد، و قتادة، و الفراء: يعني‌ بيتاً ‌من‌ ذهب‌ «أَو تَرقي‌ فِي‌ السَّماءِ» اي‌ تصعد إليها أمامنا بحذائنا بسلم‌، ‌قال‌ الفراء إنما ‌قال‌ ‌في‌ السماء، و ‌لم‌ يقل‌ ‌الي‌، لأن‌ المراد ‌او‌ ترقي‌ ‌في‌ ‌سلّم‌ ‌الي‌ السماء، فأتي‌ ب (‌في‌) ليدل‌ ‌علي‌ ‌ما قلناه‌ يقال‌: رقيت‌ ‌في‌ السلم‌ أرقي‌ رقياً، و رقيت‌ ‌من‌ الرقيا أرقوه‌ رقياً و رقية «وَ لَن‌ نُؤمِن‌َ لِرُقِيِّك‌َ» اي‌ لصعودك‌ ‌حتي‌ تنزل‌ علينا كتاباً مكتوباً نقرأه‌ ‌کما‌ أنزل‌ ‌علي‌ موسي‌ الألواح‌، ‌فقال‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌له‌ «قل‌» ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ «سُبحان‌َ رَبِّي‌ هَل‌ كُنت‌ُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا» و إنما أجابهم‌ بذلك‌، لان‌ المعني‌ انكم‌ تقترحون‌ علي‌ الآيات‌ و ليس‌ أمرها إلي‌ّ و إنما أمرها ‌الي‌ ‌ألذي‌ أرسلني‌ و ‌ألذي‌ ‌هو‌ أعلم‌ بالتدبير مني‌ و ‌ما ينص‌ ‌عليه‌ ‌من‌ الدليل‌، ‌فلا‌ وجه‌ لطلبكم‌ ‌هذا‌ مني‌ ‌مع‌ ‌ان‌ ‌هذه‌ صفتي‌، لاني‌ ‌رسول‌ أؤدي‌ إليكم‌ ‌ما أوحي‌ إلي‌ّ و أمرت‌ بان‌ أؤديه‌ إليكم‌. و ‌من‌ قرأ «‌قال‌ سبحان‌» حمله‌ ‌علي‌ ‌أن‌ النبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌قال‌ ‌ذلک‌ ابتداء ‌من‌ قبل‌ نفسه‌، قبل‌ ‌ان‌ يؤمر ‌به‌، لعلمه‌ بأن‌ الآيات‌ ‌لا‌ تتبع‌ الشهوات‌، و الاقتراحات‌،


[1] قائله‌ الأعشي‌ ديوانه‌ (دار بيروت‌) 135 و ‌قد‌ مر تخريجه‌ ‌في‌ 1: 350 و رواية الديوان‌
أصالحكم‌ ‌حتي‌ تبوءوا بمثلها || كصرخة حبلي‌ يسرتها قبولها
و ‌کان‌ ‌علي‌ هامش‌ المطبوعة حاشية ‌هي‌ (كصرخة حبلي‌ أسلمتها قبيلها، و يروي‌ قبولها اي‌ يئست‌ منها و القبيل‌ و القبول‌ كلاهما بمعني‌ القابلة‌-‌ هنا‌-‌ سميت‌ بذلك‌ لقبولها الولد، و تلقيها إياه‌ عند الولادة) انتهي‌. و ‌علي‌ ‌هذه‌ الحاشية المذكورة علامة تدل‌ ‌علي‌ انها وجدت‌ ‌في‌ بعض‌ المخطوطات‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 520
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست