اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 499
مجري قوله «اعمَلُوا ما شِئتُم»[1] و کما يقال للإنسان: اجهد جهدك، فستري ما ينزل بك، و انما جاء التهديد بصيغة الامر، لأنه بمنزلة من امر باهانة نفسه، لان هذا ألذي يعمله هو ان له و هو مأمور به. و معني (استفزز) استزل، يقال:
استفزه و استزله بمعني واحد، و تفزز الثوب إذ تمزق، و فززه تفززاً، و أصله القطع، فمعني استفزه استزله بقطعه عن الصواب «مَنِ استَطَعتَ مِنهُم» فالاستطاعة قوة تنطاع بها الجوارح للفعل، و منه الطوع و الطاعة، و هو الانقياد للفعل.
و قال: «وَ أَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ» فالاجتلاب السوق بجلبة من السائق. و في المثل (إذا لم تغلب فاجلب) يقال: جلب يجلب جلباً و اجلب إجلاباً، و اجتلب اجتلاباً، و استجلب استجلاباً، و جلّب تجليباً مثل صوّت، و اصل الجلبة شدة الصوت، و به يقع السّوق.
و قوله: «بِخَيلِكَ وَ رَجِلِكَ» قال إبن عباس و مجاهد و قتادة: کل راكب او ماشٍ في معصية اللّه من الانس و الجن، فهو من خيل إبليس و رجله، و الرجل جمع راجل مثل تجر و تاجر، و ركب و راكب.
و قوله: «وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ» فمشاركته إياهم في الأموال كسبها من وجوه محظورة او إنفاقها في وجوه محظورة، کما فعلوا في السائبة و البحيرة و الحام، و الإهلال به لغير اللّه، و غير ذلک. و مشاركته في الأولاد، قال مجاهد و الضحاك: فهم أولاد الزنا. و قال إبن عباس: الموؤدة. و قيل: من هوّدوا و نصّروا، في قول الحسن و قتادة. و قال إبن عباس في رواية: هو تسميتهم عبد