responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 495

و ‌قال‌ البلخي‌: يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ المراد ‌به‌ الكفار. و ‌قوله‌ «و نخوفهم‌» ‌ أي ‌ نرهبهم‌ ‌بما‌ نقص‌ّ ‌عليهم‌ ‌من‌ هلاك‌ ‌من‌ مضي‌ بها، فما يزدادون‌ عند ‌ذلک‌ «إِلّا طُغياناً كَبِيراً» ‌ أي ‌ عتوّاً عظيماً و تمادياً و غيّاً.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الإسراء (17): الآيات‌ 61 ‌الي‌ 63]

وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَم‌َ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبلِيس‌َ قال‌َ أَ أَسجُدُ لِمَن‌ خَلَقت‌َ طِيناً (61) قال‌َ أَ رَأَيتَك‌َ هذَا الَّذِي‌ كَرَّمت‌َ عَلَي‌َّ لَئِن‌ أَخَّرتَن‌ِ إِلي‌ يَوم‌ِ القِيامَةِ لَأَحتَنِكَن‌َّ ذُرِّيَّتَه‌ُ إِلاّ قَلِيلاً (62) قال‌َ اذهَب‌ فَمَن‌ تَبِعَك‌َ مِنهُم‌ فَإِن‌َّ جَهَنَّم‌َ جَزاؤُكُم‌ جَزاءً مَوفُوراً (63)

ثلاث‌ آيات‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لنبيه‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ و اذكر «إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَم‌َ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيس‌َ» و ‌قد‌ بينا أن‌ّ امر اللّه‌ ‌تعالي‌ بأن‌ اسجدوا لآدم‌ تعظيم‌ لآدم‌ و تفضيله‌ ‌عليهم‌ و ‌إن‌ كانت‌ القربي‌[1] بذلك‌ السجود ‌الي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌، و ‌في‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ ‌قال‌: انه‌ ‌کان‌ بمنزلة القبلة ‌لهم‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ ‌فيه‌ تشريف‌ ‌له‌.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌ان‌ الملائكة امتثلت‌ امر اللّه‌ فسجدت‌ ‌له‌ «‌إلا‌ إبليس‌» فقد قلنا ‌ان‌ اخبارنا تدل‌ ‌علي‌ ‌ان‌ إبليس‌ ‌کان‌ ‌من‌ جملة الملائكة، و انما كفر بامتناعه‌ ‌من‌ السجود، و ‌من‌ ‌قال‌ ‌ان‌ الملائكة معصومون‌ فان‌ إبليس‌ ‌لم‌ يكن‌ ‌من‌ جملة الملائكة و الاستثناء ‌في‌ ‌الآية‌ استثناء منقطع‌ و (‌إلا‌) بمعني‌ (لكن‌) و انما ضمه‌ ‌الي‌ الملائكة ‌من‌ حيث‌ جمعهم‌ ‌في‌ الأمر، و التكليف‌ بالسجود، فلذلك‌ استثناه‌ ‌من‌ جملتهم‌.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌عن‌ إبليس‌ ‌أنه‌ ‌قال‌ «أَ أَسجُدُ لِمَن‌ خَلَقت‌َ طِيناً» ‌علي‌ وجه‌ الإنكار


[1] ‌في‌ المخطوطة (و ‌ان‌ ‌کان‌ الغرض‌)
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست