responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 483

مقدوره‌ و مما سبحه‌ ‌من‌ يسبح‌ بحمده‌ ‌من‌ جهته‌، معني‌ صفة ‌في‌ ‌قوله‌، فهو ‌علي‌ العموم‌ ‌في‌ ‌کل‌ شي‌ء.

و ‌قال‌ بعضهم‌: سل‌ ‌الإرض‌ ‌من‌ شق‌ّ أنهارك‌! و غرس‌ أشجارك‌! و جني‌ ثمارك‌! فان‌ ‌لم‌ تجبك‌ حواراً أجابتك‌ اعتباراً.

و ‌قال‌ الحسن‌: المعني‌ و ‌إن‌ ‌من‌ شي‌ء ‌من‌ الأحياء ‌إلا‌ يسبح‌ بحمده‌. و ‌قال‌ علي‌ ‌إبن‌ ابراهيم‌ و غيره‌ ‌من‌ اهل‌ العلم‌: ‌کل‌ شي‌ء ‌علي‌ العموم‌ يسبح‌ بحمده‌ ‌حتي‌ صرير الباب‌.

و ‌قوله‌ «وَ لكِن‌ لا تَفقَهُون‌َ تَسبِيحَهُم‌» اي‌ لستم‌ تفقهون‌ تسبيح‌ ‌هذه‌ الأشياء، ‌من‌ حيث‌ ‌لم‌ تنظروا ‌فيها‌، فتعلموا كيفية دلالتها ‌علي‌ توحيده‌.

و ‌قوله‌ «إِنَّه‌ُ كان‌َ حَلِيماً غَفُوراً» اي‌ ‌کان‌ حليماً حيث‌ ‌لم‌ يعاجلكم‌ بالعقوبة ‌علي‌ كفركم‌، و أمهلكم‌ ‌إلي‌ يوم القيامة، و ستره‌ عليكم‌، لأنه‌ ستّار ‌علي‌ عباده‌، غفور ‌لهم‌ إذ تابوا و أنابوا اليه‌ و ‌قوله‌ «وَ إِذا قَرَأت‌َ القُرآن‌َ» خطاب‌ لنبيه‌ ‌محمّد‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ انه‌ متي‌ قرأ القرآن‌ «جَعَلنا بَينَك‌َ» ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ «و ‌بين‌» المشركين‌ «حِجاباً مَستُوراً» اي‌ كأن‌ بينك‌ و بينهم‌ حجاباً ‌من‌ ‌أن‌ يدركوا ‌ما ‌فيه‌ ‌من‌ الحكمة و ينتفعوا ‌به‌. و ‌قيل‌: «مستوراً» ‌عن‌ أبصار ‌النّاس‌. و ‌قيل‌ «مستوراً»‌-‌ هاهنا‌-‌ بمعني‌ ساتراً ‌عن‌ إدراكه‌، ‌کما‌ يقال‌: مشؤوم‌ ‌عليهم‌ ‌أو‌ ميمون‌ ‌في‌ موضع‌ شائم‌ و يأمن‌، لأنه‌ ‌من‌ شؤمهم‌ و يمنهم‌.

و الأول‌ أظهر و ‌قيل‌ ‌قوله‌ «جعلنا بينك‌» و بينهم‌ «حِجاباً مَستُوراً» نزل‌ ‌في‌ قوم‌ كانوا يأذونه‌ باللسان‌ ‌إذا‌ تلا القرآن‌، فحال‌ اللّه‌ بينهم‌ و بينه‌ ‌حتي‌ ‌لا‌ يؤذوه‌.

و الأول‌-‌ قول‌ قتادة: و الثاني‌-‌ قول‌ ابو علي‌، و الزجاج‌. و ‌قال‌ الحسن‌: معناه‌ ‌إن‌ منزلتهم‌ فيما أعرضوا عنه‌ منزلة ‌من‌ بينك‌ و بينه‌ حجاب‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الإسراء (17): الآيات‌ 46 ‌الي‌ 48]

وَ جَعَلنا عَلي‌ قُلُوبِهِم‌ أَكِنَّةً أَن‌ يَفقَهُوه‌ُ وَ فِي‌ آذانِهِم‌ وَقراً وَ إِذا ذَكَرت‌َ رَبَّك‌َ فِي‌ القُرآن‌ِ وَحدَه‌ُ وَلَّوا عَلي‌ أَدبارِهِم‌ نُفُوراً (46) نَحن‌ُ أَعلَم‌ُ بِما يَستَمِعُون‌َ بِه‌ِ إِذ يَستَمِعُون‌َ إِلَيك‌َ وَ إِذ هُم‌ نَجوي‌ إِذ يَقُول‌ُ الظّالِمُون‌َ إِن‌ تَتَّبِعُون‌َ إِلاّ رَجُلاً مَسحُوراً (47) انظُر كَيف‌َ ضَرَبُوا لَك‌َ الأَمثال‌َ فَضَلُّوا فَلا يَستَطِيعُون‌َ سَبِيلاً (48)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست