اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 473
و في قول آخر:
و النّاس يلحون الأمير إذا هم خطئوا الصواب و لا يلام المرشد[1]
اي أخطئوه، و كذلك قول إبن عامر (خطأ) في معني أخطأ، و جاء الخطأ في معني الخطاء، کما جاء خطئ في معني اخطأ. و قال ابو الحسن: هذا خطاء من رأيك، فيمكن أن يکون خطأ لغة فيه أيضاً. و من قرأ «خطأ» فلانه يقال خطئ يخطأ خطأ إذا تعمد الشيء حكاه الاصمعي، و الفاعل منه خاطئ، و قد جاء الوعيد فيه في قوله «لا يَأكُلُهُ إِلَّا الخاطِؤُنَ»[2] و يجوز أن يکون الخِطأ لغة في الخطأ مثل المثل و المثل، و الشبه و الشبهةَ، و البدل و البدل، قال الفراء: لغتان مثل قتب و قتب، و بدل و بدل، و حكي إبن دريد عن أبي حاتم، قال تقول:
مكان مخطؤ فيه من خطئت و مكان مخطأ فيه من اخطأ يخطئ، و مكان مخطوّ بغير همزة من تخطي النّاس فيخطي، و من همزه تخطّيت النّاس، فقد غلط و قال المبرد: خطَّأه و خطاه بمعني، عند أبي عبيدة و الفراء و الكسائي، إلّا ان (الخطأ) بكسر الخاء أكثر في القرآن (و الخطأ) بالفتح أفشي في كلام النّاس و لم يسمع الكثير في شيء من أشعارهم الا في بيت قاله الشاعر:
الخِطأ فاحشة و البرّ فاضلة كعجوة غرست في الإرض تؤتبر[3]
قال ابو عبيد: و فيه لغتان، خطئت و أخطأت، فمن قال: خطئت قال خطأ الرجل يخطأ خطأ، و خطاء، يکون الخطأ بفتح الخاء هو المصدر، و بكسرها الاسم. و من قال اخطأت کان الخطأ بالفتح و الكسر، جميعاً اسمين و المصدر الإخطاء.
و قال أبو علي: قوله «فَلا يُسرِف فِي القَتلِ» فاعل يسرف يجوز أن يکون أحد شيئين: