responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 463

فهو مذؤم‌ و مذيم‌ و مذموم‌، و ‌يکون‌ ذأمته‌ اي‌ طردته‌، فهو مذؤم‌. و «مدحورا» اي‌ متباعداً ‌من‌ رحمة اللّه‌ دحرته‌ أدحره‌ دحراً اي‌ باعدته‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ مَن‌ أَرادَ الآخِرَةَ» اي‌ خير الآخرة، ثواب‌ الجنة «وَ سَعي‌ لَها سَعيَها» بأن‌ فعل‌ الطاعات‌ و تجنب‌ المعاصي‌، و ‌هو‌ ‌مع‌ ‌ذلک‌ مؤمن‌ مصدق‌ بتوحيد اللّه‌ و مقر بأنبيائه‌، فإن‌ أُولئك‌ ‌يکون‌ «سعيهم‌ مشكورا» اي‌ تكون‌ طاعاتهم‌ مقبولة. و ‌قال‌ قتادة: شكر اللّه‌ حسناتهم‌، و تجاوز ‌عن‌ سيّئاتهم‌. و المعني‌ أحلهم‌ محلا يشكر ‌عليه‌ ‌في‌ حسن‌ الجزاء ‌کما‌ ‌قال‌: «مَن‌ ذَا الَّذِي‌ يُقرِض‌ُ اللّه‌َ قَرضاً حَسَناً»[1].

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الإسراء (17): الآيات‌ 20 ‌الي‌ 22]

كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِن‌ عَطاءِ رَبِّك‌َ وَ ما كان‌َ عَطاءُ رَبِّك‌َ مَحظُوراً (20) انظُر كَيف‌َ فَضَّلنا بَعضَهُم‌ عَلي‌ بَعض‌ٍ وَ لَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجات‌ٍ وَ أَكبَرُ تَفضِيلاً (21) لا تَجعَل‌ مَع‌َ اللّه‌ِ إِلهاً آخَرَ فَتَقعُدَ مَذمُوماً مَخذُولاً (22)

ثلاث‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

‌قوله‌ «كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ» نصب‌ (كلًا) ب «نمد» (و هؤلاء) بدل‌ ‌منه‌ و المعني‌ إنا نعطي‌ البرَّ و الفاجر، و المؤمن‌ و الكافر ‌في‌ الدنيا. و اما الآخرة فللمتقين‌ خاصة «وَ ما كان‌َ عَطاءُ رَبِّك‌َ مَحظُوراً» اي‌ ‌لم‌ يكن‌ عطاء ‌الله‌ ممنوعاً، ‌ثم‌ ‌قال‌ لنبيه‌ و المراد ‌به‌ أمّته‌ معه‌ «انظُر كَيف‌َ فَضَّلنا بَعضَهُم‌ عَلي‌ بَعض‌ٍ» بأن‌ جعلنا بعضهم‌ أغنياء، و بعضهم‌ فقراء، و بعضهم‌ موالي‌، و بعضهم‌ عبيداً، و بعضهم‌ أصحاء و بعضهم‌ مرضي‌، بحسب‌ ‌ما علمنا ‌من‌ مصالحهم‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ لَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجات‌ٍ وَ أَكبَرُ تَفضِيلًا» لأنهم‌ معطون‌ ‌علي‌ مقدار طاعتهم‌، فمن‌ ‌کان‌ كثير الطاعة


[1] ‌سورة‌ البقرة آية 245
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست